رفض المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أمس اقتراح طهران بتبادل الوقود النووي داخل أراضيها، مشيراً إلى أنه لا يمثّل خياراً، وذلك عشية مناقشة الوكالة لمشروع قرار يدين إيران لإخفائها منشأة تخصيب سرّية..وقال البرادعي للصحافيين رداً على الاقتراح الإيراني بتبادل متزامن لليورانيوم داخل إيران «لا أعتقد أن ذلك قد يكون خياراً. إن كل جدوى العرض هي نزع فتيل الأزمة»، في إشارة الى اقتراحه بتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج لتزويد مفاعل أبحاث في طهران بالوقود.
وأضاف البرادعي، في مقابلة مع «رويترز»، إن «إصرار إيران على إحداث تغيير رئيسي في اتفاق الوقود النووي لن تقبل به القوى الغربية لأنه لن يقلل مخزون اليورانيوم المخصب الذي يمثّل خطراً من حيث احتمال استخدامه في صنع قنبلة».
وقال البرادعي إن مفتشي الأمم المتحدة لا يملكون أدلة على وجود مواقع نووية سرية أخرى في إيران، لكن المحطة التي كشف عنها في الآونة الأخيرة لا ترتبط في حد ذاتها بأي استخدام مدني أو عسكري، مشيراً إلى ظهور حالة من انعدام الثقة.
كلام البرادعي يأتي بعدما أعلن دبلوماسيون غربيون أن القوى العظمى، التي تجري مفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، وضعت مشروع قرار لرفعه الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم. مشروع قرار يدين إيران على إخفائها موقعاً ثانياً لتخصيب اليورانيوم، إلا أن دبلوماسيين رجحوا أن يتم تقديمه على شكل إعلان لعدم إمكانية حصوله على الغالبية.
في هذا الوقت، نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية «ارنا» عن لاريجاني قوله «إذا تفحّصنا دور الولايات المتحدة في الملف النووي الإيراني، يتبين لنا أن هناك حيلة في هذا الاقتراح. لقد ظنّوا أن بإمكانهم خداع إيران سياسياً». وأضاف «إنها لغلطة فادحة أن نظنّ أنهم سوف يغيرون سلوكهم بمجرد أن الإدارة تغيرت».
في غضون ذلك، حذر مرشد الجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، من «مغبة الإساءة الى أركان النظام»، قائلاً «إن توجيه الاتهامات ضد المسؤولين في الدولة يصب في خدمة أعداء الثورة».
وشدد خامنئي، الذي كان يتحدث أمس في اجتماع قوات التعبئة «الباسيج» لمناسبة مرور ثلاثين عاماً على إنشائها، على ضرورة نبذ الخلافات قائلاً «إن جل الاهتمامات ينبغي أن تنصب لمواجهة الحروب الناعمة التي يحاول الأعداء من خلالها بث الخلافات وإثارة النعرات». ودعا «كل شرائح المجتمع ولا سيما قوات التعبئة إلى أن تكون مستيقظة إزاء هذه المؤامرات».
وأكد خامنئي أن جهود المعارضة لتغيير الوضع السياسي الراهن في البلاد لن تفلح، قائلاً «فليعلم الذين ينخدعون بابتسامة أو إطراء من العدو ويحاولون مواجهة النظام والدستور أن جهودهم لن تفلح». لكنه حذر من وصف الإصلاحيين بـ«المنافقين»، موضحاً «ليس كل الناس من المنافقين أو ضد ولاية الفقيه».
في المقابل، اتهم زعيم المعارضة، مير حسين موسوي، السلطات باستخدام ميليشيا الباسيج لتخويف شعب إيران. وقال، على موقعه الإلكتروني «كلمة. كوم»، «هل يجب على هذه القوة، التي كانت ممثلة لأمتنا الشجاعة، تخويف الإيرانيين؟». وأضاف «ومن الواضح تماماً أن الاستراتيجية الأخيرة والأحدث للأقلية الشمولية إرعاب الناس».
في هذه الأثناء، التقى الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز في كراكاس في إطار جولته على أميركا اللاتينية. واستبقت أحزاب المعارضة والجالية اليهودية في فنزويلا زيارة نجاد بوقفات احتجاجية.
إلى ذلك، توصلت شركة تكرير وتوزيع المشتقات النفطية الوطنية الإيرانية إلى اتفاق مع شركة «سينوبك» الصينية بشأن مشاريع بناء وتطوير محطات لتكرير النفط بقيمة 6.5 مليارات دولار.
(أ ف ب، رويترز، أ ب، مهر، ارنا)