تقارير إسرائيلية عن «24 ساعة حاسمة»... وتأكيد فلسطيني على إطلاق البرغوثي وسعداتمهدي السيّد
نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن الولايات المتحدة تعارض صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة «حماس»، مشيراً إلى أن «المسؤولين الأميركيين يدركون أن أيّ عملية إفراج عن معتقلين فلسطينيين من الضفة الغربية سيسبّب ضرراً للرئيس الفلسطيني (محمود) عباس، وسيعدّ انتصاراً لحماس».
وأضاف المصدر الإسرائيلي أن «مسؤولي اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة (إيباك) يتابعون ما يجري في الشرق الأوسط من تطورات، ومن ضمنها صفقة الأسرى مع حماس، إلا أنهم يتجنّبون إعلان انتقاداتهم لـ(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو». وبحسب الإذاعة نفسها، فإن «إيباك ترى أن على إسرائيل أن توازن ما بين عملية إطلاق المئات من الأسرى الفلسطينيين، ومصالحها».
المعلومات عن الرفض الأميركي جاءت في وقت أجمعت فيه التقارير الإعلامية الإسرائيلية على اعتبار الساعات الأربع والعشرين المقبلة حاسمة لجهة تحديد مصير صفقة تبادل الأسرى، التي طُرحت للنقاش على طاولة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية أمس.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر مطّلعة قولها إن الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى إنجاز الصفقة، مشيرة إلى أن اقتراحاً إسرائيلياً جديداً درسته حركة «حماس» يتضمن الموافقة للمرة الأولى على إطلاق سراح أسرى من ذوي المحكوميات العالية.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد استبقت اجتماع المجلس الوزاري المصغّر بالإشارة إلى أن يوم أمس كان يوماً حاسماً في المرحلة الأخيرة من المفاوضة في صفقة شاليط. وربطت النتيجة النهائية بالموقف الذي سيصدر عن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، الذي اجتمع في دمشق، أمس، مع وفد الحركة في غزّة.
ورغم إشارة «هآرتس» إلى أن الوسيط الألماني هو الذي يملي الجدول الزمني على الطرفين، محاكياً بذلك التكتيك الذي اتبعه الألمان بنجاح في الماضي مع حزب الله، لفتت إلى أنه إذا أتى جواب إيجابي من دمشق فقد تدخل الصفقة في سير سريع. وفي هذه الحال، يمكن مبدئيّاً أن تصدّق الحكومة والمجلس الوزاري المصغّر على الصفقة، وتعطى فرصة زمنية لمدة 48 ساعة من أجل النظر في الاستئنافات التي يتوقع أن ترفع إلى المحكمة العليا وتحال إلى التحقيق.
وتطرّقت «هآرتس» إلى التأثير الاستراتيجي للصفقة، فقالت إنها «ليست مسألة عينية عاطفية، بل قد تكون لها تأثيرات استراتيجية في ميزان القوى الفلسطيني الداخلي وفي محاولة استئناف التفاوض مع إسرائيل». وأضافت أنه إذا «كانت الأنباء صحيحة عن أن مروان البرغوثي سيطلق، فإن هذا الأمر سيعجّل باستقالة محمود عباس، بل إنه قد يقدّم موعد المصالحة بين فتح وحماس، وإعلان انتخابات جديدة للرئاسة والمجلس التشريعي. وفي هذه الحال، ستكون للبرغوثي احتمالات جيّدة لأن يكون رئيساً للسلطة».
حتى إن البرغوثي أكد، في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سييرا» الإيطالية، أن اسمه وارد على لائحة الأسرى الفلسطينيين الذين قد تفرج عنهم الدولة العبرية. وقال «إذا تم التبادل، فسيتضح أن مطالب حماس لا يمكن تجاهلها. لقد أجبروا على الرضوخ للائحة التي قدمتها حماس إلى إسرائيل. وأنا على تلك اللائحة».
وقد سارع مراسل «معاريف» في روما، يوسي بار، إلى الربط بين رسالة «حماس» إلى البرغوثي والمواقف التي أعلنها في مقابلة أجرتها معه الصحيفة الإيطالية «كوريارا ديلا سارا». وأشار بار، نقلاً عن الصحيفة، إلى أنه «بعد وضع حماس اسمه في قائمة الصفقة، هاجم البرغوثي محمود عباس، وعدّ المصالحة مع حماس أولوية له».
وفي السياق، أكد قياديان من حركة «فتح» و«الجبهة الشعبية» وجود تطمينات وتأكيدات أن البرغوثي والأمين العام للجبهة أحمد سعدات هما من ضمن الأسرى الذين سيُفرج عنهم في إطار صفقة شاليط.
وقالت عضو المجلس الثوري في حركة فتح، فدوى البرغوثي، لـ«يونايتد برس انترناشونال»، إنها على ثقة بأن المفاوض الفلسطيني في صفقة التبادل بخصوص شاليط، لا يمكن أن يتجاوز البرغوثي، وهو يضعه على رأس قائمة المطلوب الإفراج عنهم. وأضافت «بغض النظر عمّا يروّج له الإعلام الإسرائيلي، فلدينا الثقة الكاملة بالجهة التي تفاوض لإنجاز هذه الصفقة، وأنا أقصد ما أقول، ولديّ الثقة المطلقة بذلك». وعبّرت عن أملها بأن تنجز هذه الصفقة بطريقة مشرّفة، بحيث تضمن الإفراج عن قدامى الأسرى والنساء والقيادات.
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، رئيسها في غزة، رباح مهنا، أن الجبهة تلقّت تأكيدات من حركة «حماس» بأن سعدات مشمول في الصفقة وأنه في مقدمة المطلوب الإفراج عنهم. وقال إن «حماس أبلغت أن سعدات اسم رئيسي وإطلاق سراحه شرط لإتمام الصفقة».
وفي إطار المفاوضات، قال مصدر مقرّب من ملف تبادل الأسرى إن الصفقة متوقفة الآن على اسمين، بعدما رفضت إسرائيل طلباً بالإفراج عن اثنين من قادة «حماس» هما إبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي، مشيراً إلى أن «حماس لا تزال تصرّ على مطالبها».
على صعيد آخر، نشرت صحيفة «إسرائيل اليوم»، المقرّبة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتائج استطلاع للرأي العام في إسرائيل، أظهر أن غالبية كبيرة من الجمهور اليهودي في الدولة العبرية تؤيّد «تنفيذ صفقة للإفراج عن جلعاد شاليط». وبحسب الصحيفة، فقد وُزّعت العيّنة على مجموعتين؛ الأولى سُئلت عن الصفقة من دون تفاصيل، بينما سُئلت المجموعة الثانية عن صفقة «تتضمن الإفراج عن مخربين مع دم على الأيدي». وأظهرت النتيجة أن غالبية ساحقة من 73 في المئة في مقابل تسعة في المئة، تؤيّد الصفقة عموماً.