علي حيدرفي إجراء يفيد بأن إسرائيل تقرّ بأن جيشها لم يعد محصّناً من اختراق أجهزة الاستخبارات المعادية، قرر رئيس أركان الجيش غابي أشكينازي إخضاع ضباطه لأجهزة كشف الكذب، للتأكد من عدم اتصالهم بجهات معادية أو تسريب معلومات حساسة يستفيد منها أعداء الدولة العبرية.
وكشفت صحيفة «هآرتس» عن أن أشكينازي أمر بإخضاع كل ضابط مرشح للترقية، من رتبة مقدّم فما فوق، لجهاز البوليغراف (آلة كشف الكذب) بدءاً من أول كانون الثاني المقبل. ونقلت عن المتحدث باسم جيش الاحتلال قوله إن هذا الإجراء يهدف إلى «تحسين أمن المعلومات في الجيش»، وأن المسألة تتعلق بـ«أصحاب مناصب حساسة وسرية خصوصاً».
يسعى للتأكد من عدم اتصال الضباط بجهات معادية أو تسريب معلومات حساسة
وأكد ضباط في هيئة الأركان الإسرائيلية أن «أحاديث متوالية أجراها ضباط مع صحافيين أدت في السابق إلى نشر معلومات حساسة، عرضت القوات للخطر». وكان رئيس أركان الجيش السابق دان حالوتس قد أمر بفتح تحقيق مع الضباط المتهمين بالإدلاء بمعلومات إلى الصحافة، ومنع مئات الضباط من استخدام أجهزة اللاسلكي الخاصة، بهدف معرفة ما إذا كانوا قد تحدثوا إلى الصحافيين وقت الحرب.
وفي أعقاب استقالة حالوتس من منصبه وتسلّم أشكينازي، استُكمل التحقيق واتُخذت إجراءات نوعية ضد عدد من الضباط الرفيعي المستوى. ومنذ ذلك الحين، وُسّعت النشاطات ضد عمليات التسريب، وفي عدد من الحالات عوقب بعض الضباط، وكان أبرزها مقاضاة ضابط في مكتب وزير الدفاع بالسجن لمدة سبعة أيام بسبب تسريب وثيقة سرية إلى الصحافة، أنهت خدمته النظامية في الجيش.
وجاء قرار أشكينازي بعرض الضباط على جهاز البوليغراف شرطاً لترقيتهم، بعد انتهاء عمل قسم أمن المعلومات في هيئة الأركان العامة، ونتيجة لذلك سيُخضع مئات الضباط في جميع المجالات، لا في المجال الاستخباري فقط، لهذا الجهاز. كذلك سيُجرى اختبار فحص الكذب على ضباط برتب متدنية لامتلاكهم معلومات سرية أو في حال التحقيق في تسريب معلومات. وستُعرض أسئلة على الضباط المتقدمين لمعرفة ما إذا كانوا قد أجروا اتصالات مع جهات معادية، أو مع صحافيين أو شربوا كحولاً وتعاطوا مخدرات.
وكان أشكينازي قد تحدث في غرف مغلقة عن نيّته «اقتلاع مشكلة تسريب المعلومات من جذورها»، مشيراً إلى أنه «سيستخدم أساليب مشابهة لما يُعمل في جهازي الموساد والشاباك اللذين يجريان فحص بوليغراف كل فترة لمئات من موظفيهما».