يحيى دبوقذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يخطط لخوض حرب مع إيران وحزب الله في الربيع المقبل، الأمر الذي يدفعه إلى مباشرة المفاوضات مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن إسرائيل معنية بتحييد أعداء لها، تمهيداً للحرب المحتملة مع الجمهورية الإسلامية. ونقل مراسل الصحيفة للشؤون السياسية، ألوف بن، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً بنتنياهو، أكد له فيه أنه «يرغب في أن يحثّ الخطى نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين». وأضاف أنه «مستعد من ناحية سياسية لاتفاق كهذا، وقادر بالفعل على الوصول إليه».
وفي إطار تحليل الصحيفة لمنطلقات نتنياهو، رأت أن هناك «تناسباً ما بين الهمس الخفي في الغرف المغلقة (من قبل نتنياهو)، وما يقال في العلن، ذلك أنه يرمي بالفعل إلى تهيئة المؤسسة السياسية والرأي العام في إسرائيل، استعداداً للتسوية السياسية مع الفلسطينيين»، مشيرة إلى أن «كل ذلك عرضه نتنياهو على الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال لقائهما الأخير في واشنطن».
وبحسب الصحيفة، فإن لدى نتنياهو دوافع عديدة لإجراء التسوية مع الفلسطينيين، إذ إنه من ناحية استراتيجية «يخطط لخوض حرب مع إيران وحزب الله في الربيع المقبل، وهذا ما تشير إليه الزيادة المقررة للميزانية الأمنية، وعمليات إعداد الجبهة الداخلية في إسرائيل للمواجهة العسكرية»، مشيرة إلى أنه «من الأفضل لإسرائيل أن تخوض حرباً على جبهات أقل، وبالتالي أن تعمل على تحييد أعداء محتملين، بالطرق الدبلوماسية».
ورأت الصحيفة أن لدى نتنياهو دافعاً سياسياً داخلياً، إذ إنه يخشى من انحلال حزب «العمل» وانسحابه من الائتلاف الحكومي، وخصوصاً أنه بحاجة إلى بقاء وزير الدفاع إيهود باراك إلى جانبه، استعداداً لمواجهة محتملة مع إيران.
وفي السياق نفسه، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه أرينز، أن الترسانة الصاروخية التي يملكها حزب الله تمثّل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل، وتوجب على الدولة العبرية أن تقوم بخطوات لحماية مدنييها، مشيراً إلى أن «مدى الصواريخ يغطّي كل الأراضي الإسرائيلية، وهو وضع لا يطاق بالنسبة إلى إسرائيل».
وأضاف أرينز أنه «يجب القضاء على هذا الخطر، ويجب على الحكومة الإسرائيلية، في خطوة أولى، أن تعلن أن نشر هذه الصواريخ أمر لا يمكن تحمّله، وأن تطالب بالكفّ الفوري عن تزويد (حزب الله) بمزيد من الصواريخ، كذلك عليها أن تعمل، عاجلاً أو آجلاً، على التخلّص من المخزون الصاروخي الموجود» حالياً.