شددت المواقف الدولية، أمس، في أعقاب القرار الإسرائيلي ببناء مزيد من الوحدات الاستيطانية، على التنديد بهذه الخطوة لما لها من تأثيرات سلبية على عملية السلام في الشرق الأوسط. وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما من أن الخطوة الإسرائيلية لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس الشرقية لا يساعد محادثات السلام. وقال، في حديث إلى شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية من بكين قبل مغادرته متجهاً إلى كوريا الجنوبية، إن «الوضع في الشرق الأوسط صعب جداً، وقلت مراراً وسأكرر أن أمن إسرائيل مصلحة قومية حيوية للولايات المتحدة وستضمن أن يكونوا آمنين». غير أن أوباما أشار إلى أن «البناء الإضافي في المستوطنات لا يساهم في تعزيز أمن إسرائيل، وأعتقد أنه يجعل من الأصعب عليهم صناعة السلام مع جيرانهم». وحذر من أن بناء المزيد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية «يؤلم الفلسطينيين بطريقة قد تؤدي إلى وضع خطير جداً». وأضاف «أعتقد أن ذلك يجعل الفلسطينيين يشعرون بالمرارة بصورة يمكن أن يكون ذلك في نهاية المطاف خطيراً جداً».
وفي السياق، اتفقت فرنسا والسعودية، بمناسبة زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي إلى المملكة، على ضرورة تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط في أقرب وقت ممكن. وأفاد مصدر فرنسي بأن ساركوزي أجرى مع الملك السعودي عبد الله ليل الثلاثاء الأربعاء محادثات «معمقة» وأنهما «اتفقا على ضرورة اتخاذ مبادرات سريعة لتحريك عملية السلام». وأضاف المصدر أن موقف الملك السعودي «على نفس خط فرنسا بشأن ضرورة تحريك عملية السلام». وقام ساركوزي أمس بزيارة خاطفة إلى قطر حيث أجرى محادثات سريعة مع أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن «أسفه» لقرار إسرائيل مواصلة بناء وحدات سكنية استيطانية في القدس المحتلة، داعياً في الوقت عينه إلى استئناف المفاوضات السياسية، وذلك في بداية زيارة قصيرة إلى إسرائيل.
وقال كوشنير، في مؤتمر صحافي عقده في القدس المحتلة بعد توقيع اتفاق لترميم مستشفى في غزة، «هذا قرار نأسف له. لكن في الوقت نفسه كان الأمر كذلك دوماً. في الوقت الحاضر يجب معاودة الانطلاق في محادثات إنسانية، وجهاً لوجه».
وأضاف كوشنير، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير شؤون الأقليات الإسرائيلي افيشاي برافرمان، إن «الأيام القريبة هي أيام امتحان بالنسبة إلى الحكومة الإسرائيلية وذلك لأن الوقت ليس في مصلحة كلا الجانبين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وذكرت صحيفة «هآرتس» على موقعها الالكتروني أن في خلفية زيارة كوشنير إلى إسرائيل إمكان أن تتوسط فرنسا في مفاوضات مستقبلية بين إسرائيل وسوريا إذا تم استئنافها.
(الأخبار، ا ف ب، يو بي آي)