بدا أمس أنّ حلّ عقدة كركوك في قانون الانتخابات العراقية لن يكون كافياً لإقرار القانون بسهولة. فقد رفض نائب الرئيس طارق الهاشمي التوقيع على نص القانون لأنه «مجحف» بحقّ مهجّري العراق الممثلين بـ 7 نواب فقط، وفق النص الحاليرفض نائب الرئيس العراقي، طارق الهاشمي، التوقيع على نص قانون الانتخابات العراقية الذي صوّت عليه البرلمان الأسبوع الماضي، بحجة رفضه ظلم العراقيين المقيمين في الخارج من خلال الحصة التي أعطتها لهم بنود القانون الجديد.
وفيما وقّع كل من الرئيس جلال الطالباني ونائبه عادل عبد المهدي على نص القانون الواجب التصديق عليه من قبل مجلس الرئاسة في غضون 10 أيام من نيله موافقة غالبية أعضاء البرلمان، قال الهاشمي، في رسالة عاجلة وجّهها إلى رئيس مجلس النواب وإلى أعضائه، إن قانون الانتخابات الحالي «مع الأسف، لم ينصف شريحة كبيرة من العراقيين المقيمين في الخارج، وأولئك الذين أجبر معظمهم على ترك بلدهم لظروف قاهرة، وأقصد بهم المهجرين في الخارج». وأوضح أنه «وفق الدستور، يجب ألا يُعامل هؤلاء بطريقة مختلفة عمّا يعامل به بقية العراقيين، وأن يتمتعوا بكامل الحقوق التي منحها الدستور لجميع العراقيين أينما كان موقعهم يوم الانتخابات».
وكشف الهاشمي عن أن ما ورد في قانون الانتخابات «يُعدّ ثغرة تضع علامة استفهام كبيرة حول دستوريته، إذ يحق أن يكون لكل مئة ألف مواطن ممثل في مجلس النواب»، بينما أعطاهم نص القانون الحالي 7 مقاعد فقط. من هنا، طالب الهاشمي بتعديل المادة «بحيث ترفع نسبة عدد المقاعد التعويضية من 5 في المئة إلى 15 في المئة»، خاتماً رسالته بالقول «أرجو أن تأخذوا بالاعتبار حقيقة مفادها أنه لا يسعني التصديق على القانون بصيغته الحالية».
وكان الهاشمي قد بعث رسالته بعد لقائه الطالباني وعبد المهدي في بغداد، «للعثور على مخرج مناسب لا يعمل على تأخير الانتخابات أكثر مما تأخرت فيه حتى الآن».
وفي السياق، لفت رئيس اللجنة القانونية في البرلمان، بهاء الأعرجي، إلى أن الهاشمي «ليس لديه اعتراض على القانون بل تحفظ، وهذا لن ينقض القانون»، متوقعاً أن يطلب الهاشمي تعديلاً قبل التصديق عليه «لأنه يعلم أن إعادته بكامله إلى البرلمان ستؤدي إلى تأخير موعد الانتخابات البرلمانية وتغييره».
كذلك حذّر رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري، من أن عدم الالتزام بالمواعيد الدستورية للتصديق على قانون الانتخابات سيضع المفوضية في موقف «محرج للغاية».
وفي موضوع متعلق بالانتخابات، أعلنت في بغداد ولادة «قائمة اتحاد الشعب» التي تضم 5 أحزاب، هي: الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الوطني الديموقراطي الأول، قائمة الكلدوأشور الديموقراطية، حزب العمال الثوري العربي، حزب الإخاء والسلام، بالإضافة الى عدد من الشخصيات.
وكان الحزب الشيوعي قد شارك في الانتخابات النيابية الماضية ضمن «القائمة العراقية» التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، وحصل حينها على مقعدين في البرلمان من أصل 275.
على صعيد آخر، يلتقي الطالباني نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الإليزيه في باريس، اليوم، حيث سيحضران مراسيم توقيع مذكرة تعاون مشترك بين البلدين، كما سيسعيان إلى الاتفاق على موقف موحد من مسألة إخراج العراق من البند السابع، بالإضافة إلى التوصل إلى تفاهمات في المجال الاقتصادي ومشاركة الشركات الفرنسية في إعمار العراق والاستثمار فيه.
وتعدّ زيارة الطالباني إلى فرنسا الثالثة منذ انتخابه رئيساً في 2005، إذ سبق أن زارها في عامي 2006 و2007.