h1>«فتح» تعلن استئناف القاهرة جهود المصالحة بعد الأضحىمع وصول مفاوضات التسوية إلى طريق مسدود، بدأ الفلسطينيون البحث عن خيارات بديلة. خيارات قد يكون إعلان الدولة من جانب واحد أحدها، وهو ما لوّحت به السلطة الفلسطينية أمس، إضافةً إلى إشارتها إلى العودة إلى طاولة المصالحة الداخلية بعد عيد الأضحى
أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظّمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أمس، أن الفلسطينيّين يخطّطون لرفع مطلبهم بالاستقلال إلى مجلس الأمن، بهدف الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة العتيدة. وقال إنه ليس هناك جدول زمني لهذه الخطوة الدبلوماسية، مضيفاً “سنبدأ عندما نكون مستعدين”.
وأوضح عريقات “لقد اتخذنا قراراً كوزراء خارجية عرب بالسعي إلى الحصول على مساعدة المجتمع الدولي”. وعزا هذه الخطوة إلى اليأس بسبب عدم إحراز تقدم في مفاوضات السلام مع إسرائيل.
وقال عريقات إن السلطة الفلسطينية ستستشير الولايات المتحدة واللاعبين الدوليين الأساسيين الآخرين قبل أن تتجه إلى مجلس الأمن. وتابع “إذا كان الأميركيون غير قادرين على وقف الأنشطة الاستيطانية، فيجب ألّا يوفّروا لهم التغطية (الإسرائيليين) عندما نقرر اللجوء إلى مجلس الأمن”.
بدوره، قال القيادي في حركة “فتح”، محمد دحلان، إن المبادرة الدبلوماسية للتوجّه إلى مجلس الأمن وافقت عليها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. واستطرد “نحن نقود معركة دبلوماسية من الطراز الأول سنمضي فيها حتى النهاية”. لكنه أضاف إن الفلسطينيين لا يزالون يتركون “خيار المقاومة الشعبية الشاملة ضد الاستيطان والاحتلال مفتوحاً”.
تلويح السلطة بخيار الدولة من جانب واحد جاء متزامناً مع إحياء السلطة الفلسطينية الذكرى الحادية والعشرين لإعلان الاستقلال. وللمناسبة، دعا الرئيس محمود عباس جميع القوى والدول والهيئات الدولية ذات الصلة، وخصوصاً المعنية والمسؤولة عن استحقاقات الأمن والسلام في العالم، إلى تحمّل مسؤولياتها لإنقاذ مسيرة السلام، والمضيّ قدماً لتحقيق أهدافه وغاياته.
وقال عباس، في رسالة وجّهها إلى الشعب الفلسطيني، إن عملية السلام تتعرض في هذه المرحلة إلى “تخريب وتغييب ممنهجين ينذران بأوخم العواقب”، عازياً ذلك إلى “استمرار التعنّت والتنّكر الإسرائيليّين، لمرجعيات عملية السلام والتزاماتها، ومتطلّبات إنجاحها وتحقيق أهدافها”.
ورغم ذلك، شدّد عباس على أن عملية السلام “خيار استراتيجي ننشده ونتبنّاه حتى ينعم الجميع بثماره”، داعياً كل شعوب العالم ودوله إلى مضاعفة “جهودها ودعمها لتمكين الشعب الفلسطيني من إنهاء الاحتلال، وإنجاز الاستقلال، وترجمة حقوقه وأهدافه الوطنية، على أساس الشرعية الدولية، التي من دون تحقيقها على أسس من العدل والإنصاف لن تنعم المنطقة بالاستقرار والازدهار”.
وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، أكد عباس أهمية الوحدة الوطنية على قاعدة الثوابت والتوافق الوطني العريض، مشيراً إلى أنها “ضمانة حماية مشروعنا الوطني، وضمانة انتصارنا، وستبقى دعوتنا قائمة، والتزامنا قوياً، وجهودنا مكثفة، لإعادة الوحدة واللحمة إلى صفوف الشعب والوطن والنظام السياسي، طبقاً للوثيقة المصرية التي وقّعناها، من موقع الحرص على مصالح شعبنا العليا”.
وفي السياق، دعت حركة “حماس”، التي تراجعت عن خطة إبقاء المدارس في قطاع غزة مفتوحة في ذكرى الاستقلال، إلى ضرورة استعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية، وذلك في ضوء فشل مشروع التسوية السياسية.
وقالت “حماس”، في بيان لها، “إنّ يدنا كانت وستبقى ممدودة إلى كل الأشقاء في الوطن من أجل المصالحة، واستعادة وحدتنا الوطنية، على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية، وحق شعبنا في المقاومة حتى زوال الاحتلال عن آخر حبة من ترابنا الوطني”. وطالبت عباس بإثبات صدقية وجدية دعوته إلى المصالحة، قائلة “إن دعوة السيد عباس، ومدّ يده للمصالحة أمر يتطلب منه إثبات صدقية هذه الدعوة وجديتها بإعلانه الصريح والواضح وفاة مشروع التسوية السياسية، وطيّ صفحة المفاوضات التي لم تجرّ على شعبنا سوى الويلات والاستيطان، وتقطيع الأوصال”.
ونفت “حماس” أن تكون قد تلقّت دعوة رسمية لاستئناف المساعي لتحقيق توافق على الورقة المصرية للمصالحة، لكنها أبدت جهوزيتها لاستكمال الحوار على “أسس وطنية”.
وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل، رداً على إعلان صائب عريقات أن القيادة المصرية ستستأنف بعد عيد الأضحى جهودها لتأمين توقيع حركة “حماس” وباقي الفصائل الورقة المصرية، “لا علم لنا بمثل هذه الأخبار، سمعناها من أطراف متعدّدة، لكن لم توجّه دعوة رسمية إلينا”. وأضاف “على أي حال، إذا وجّهت دعوة من القاهرة لاستئناف الحوار، فنحن جاهزون لاستكمال الحوار على أسس وطنية سليمة”.
وكانت صحيفة “الأيام” الفلسطينية، قد نقلت عن عريقات قوله إن رئيس الاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان، أبلغه ليل الخميس الماضي، أن مصر ستستأنف بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى جهودها لتوفير توقيع حركة “حماس” وباقي الفصائل الفلسطينية المقترح المصري للمصالحة، متمنياً نجاح هذه الجهود.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تمكّنت مصر من توفير هذا التوقيع فإنه سيمثّل إنقاذاً للوضع الذي ترتّب على إعلان لجنة الانتخابات المركزية عدم إمكان إجرائها في 24 كانون الثاني المقبل في غزة، بعد رفض “حماس” إجراءها هناك.
وقال عريقات، الذي ترأس وفد فلسطين إلى اجتماع لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام العربية، الذي عُقد في القاهرة الخميس، إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط “قدم تقريراً إلى الاجتماع عن الجهود المصرية، وقال إن حركة فتح وقّعت المقترح المصري، وإن مصر ستستأنف جهودها بعد عيد الأضحى”.
الأجواء التصالحية لم تمنع بقاء المناكفات على حالها. ورفض النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، تشكيك حركة “فتح” في شرعية هيئة رئاسة المجلس، واصفاً ذلك بأنه “هرطقات فئوية”، في وقت اتهمت فيه “حماس” الأجهزة الأمنية الفلسطينية، باعتقال 10 من أنصارها في الضفة الغربية خلال اليومين السابقين.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)