... وأخيراً، بدأ العمل بمشروع سدّ اليمونة بعد انتظار دام سنوات على إطلاق سلسلة مشاريع السدود المائية، ضمن الخطة العشرية التي تتضمن 27 سداً أقرّت في عام 2003، ولم ينفّذ منها إلا سد شبروح. فقد رعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان حفل وضع الحجر الأساس، السبت الماضي في اليمونة، معلناً أن لبنان سيسعى بكل إمكانياته للاستفادة من حصّته القانونية من موارده المائية.يأتي المشروع ضمن الخطة العشرية التي اعترضتها معوقات كثيرة، بحسب ما قال المدير العام للموارد المائية والكهربائية فادي قمير في الحفل، وذلك على الرغم من أن كلفة المياه في لبنان مرتفعة، إذ أوضح وزير الطاقة والمياه جبران باسيل أن اللبنانيين يتكبّدون 300 مليون دولار سنوياً قيمة الفواتير الإضافية لتوفير مياه الشفة ومياه المنازل، «ولذلك لن يقتصر عمل الوزارة على الاهتمام بمشاريع الطاقة، بل سنولي اهتماماً مماثلاً للمشاريع المائية».
وكان سليمان قد تطرّق إلى سعي لبنان للاستفادة من حصّته القانونية من موارد لبنان المائية، وإلى حصول لبنان على تعويض عن الخسائر التي لحقت به خلال الاحتلال من جرّاء عدم استفادته من هذه المياه، فيما عدد النائب حسين الموسوي، باسم كتلة نواب بعلبك الهرمل، مواضيع تمثّل جزءاً أساسياً من القضايا الكفيلة بالنهوض بالمنطقة، مثل استكمال إنجاز سدّي العاصي ويونين، استكمال شبكات مياه الشفة والصرف الصحي وأقنية الري، شبكة المدارس، شبكة الطرقات...
وتشير دراسة المشروع، التي أجرتها وزارة الطاقة، إلى أنه يقع على 600 ألف متر مربع وتقدّر سعته بنحو 3 ملايين ونصف مليون متر مكعب في المرحلة الأولى، يستتبع بمرحلة ثانية تضيف إليه 3 ملايين ونصف مليون متر مكعب، فيوفّر حينها المياه بواسطة الجاذبية لأكثر من 100 ألف نسمة موزّعين على 42 قرية، بدءاً من الكنيسة ودير الأحمر شمالاً حتى أبلح جنوباً، ويغطي عمليات الري لتصل إلى ثلاثة أضعاف المساحة المرويّة حالياً.
وقد بقي مشروع بناء السد أسيراً للدراسات عهوداً، إلى أن أُقرّ إنشاؤه في عام 2003، وحينها بدأت المماطلة في عمليات الاستملاك اللازمة للمشروع، وتسديد قيمتها.
(الأخبار)