font color="gray">خاص بالموقع حيفا ـ فراس خطيب
«عقلية الجدار» التي تهيمن أصلاً على أجزاء واسعة من المجتمع الإسرائيلي، تشهد في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً. بعد بناء جدار الفصل الذي قطّع أوصال الشعب الفلسطيني وحرمه من أبسط حقوق التنقل بحجة «أمن إسرائيل»، زحفت هذه العقلية إلى قطاعات أوسع، وبات بعض المسؤولين الإسرائيليين يتبنّونها في مجالات عدّة، إلى أن وصلت أخيراً إلى الحرم الجامعي!

فقد اقترح رئيس نقابة الطلاب في الجامعة العبرية في قسم «هار هتسوفيم» (جبل سكوبوس أو جبل المشارف بالعربية)، القائم على أراض فلسطينية، بناء جدار فاصل بين بلدة العيسوية الواقعة في القدس المحتلة، والتي يسكنها عرب، والحرم الجامعي. وإذا كانت أسباب بناء جدار الفصل القائم على أراضي الضفة الغربية المحتلة «أمنية»، فإنَّ رئيس نقابة الطلاب وجد عذراً آخر لـ«الفصل»، مدّعياً أن بناء مثل هذا الجدار «سيوقف اقتحام سيارات الطلاب وسرقتها».

وكتب رئيس النقابة عوفر رافيف للبلدية قائلاً إنه «في السنة الأخيرة، تصاعدت المشاكل الأمنية حول «هار هتسوفيم... وفي محادثات مع قسم الأمن في الجامعة ومع طلّاب، ظهرت فكرة الجدار بين الحرم الجامعي والعيسوية». ورأى رافيف أنَّ الجدار «سيمنع الفتيان من اقتحام السيارات وسرقتها».

وتعاطت بلدية الاحتلال بجدّية مع الاقتراح، ودرست إمكان تنفيذه، وجعل الجدار (الصغير) القائم حالياً أكثر ارتفاعاً.

تجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُقترح فيها بناء مثل هذا الجدار. فقد قُدّم اقتراح في السابق لفصل العيسوية عن «الأحياء اليهودية» المجاورة لها. وقد اتّبعت بعض الشخصيات الإسرائيليية الأسلوب نفسه، واتهمت الفلسطينيين بـ«السرقة». وقد بُني قبل سنوات جدار فاصل بين قرية جسر الزرقاء الفقيرة داخل الخط الأخضر، ومدينة قيسارية التي يسكنها الأغنياء الإسرائيليون، للحجج نفسها.

وفي السياق، كشفت المجلة الطالبية الأسبوعية في الجامعة العبرية «بي هآتون» أن نقابة الطلاب أوقفت عن العمل طالبة عربية تعمل مرشدة اجتماعية في النقابة، بحجة رفضها أداء جزء من عملها «على خلفية أيديولوجية». حيث رفضت الطالبة تركيز مشروع مشترك بين النقابة وما يسمى الشرطة الجماهيرية، من منطلق رفضها ربط الأكاديمية بجهاز الشرطة، كما رفضت ارتداء قميص نقابة الطلاب، لأن شعارها يحوي علم إسرائيل.

(الأخبار)