علي حيدريتواصل التجاذب في إسرائيل بين ما نشرته تقارير إعلامية وما يسرّبه مقرّبون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عمّا دار في لقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن. وفي هذا المجال، تناقضت تقارير بعض الصحف الإسرائيلية؛ ففيما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن اللقاء تركز على الموضوع الإيراني، ذهبت صحيفة «هآرتس» إلى أن الموضوع المركزي كان الموضوع الفلسطيني. ونقلت «يديعوت» عن مصادر سياسية إسرائيلية مقرّبة من نتنياهو قولها إن المحادثات تمحورت حول توثيق التعاون بين اسرائيل والولايات المتحدة خلال الأشهر المقبلة بهدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وأضافت أن «الحديث يدور حول تلبية إدارة اوباما لمطالب اسرائيلية بالتزود بأنواع اسلحة لم تحصل عليها اسرائيل حتى اليوم وبتبادل معلومات استخبارية».
في المقابل، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو قال لمسؤولين اسرائيليين إن المحادثات مع اوباما تركزت على الموضوع الفلسطيني، وأنه خرج من اللقاء راضياً جداً. وأوضحت «هآرتس» أن نتنياهو سعى إلى إقناع أوباما بأنه يريد إجراء مفاوضات جادة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، مضيفاً أن من المحظور «شطب عباس مسبقاً، فـ(الرئيس المصري الراحل أنور) السادات أيضاً شطبوه مسبقاً. عباس في نهاية حياته السياسية ويفكر في ما يمكنه أن يترك لشعبه».
وأبدى نتنياهو تفهماً للأزمة السياسية التي علق فيها عباس قبل أسابيع، بفعل موقفه من تقرير غولدستون، وطلب من أوباما الضغط على الرئيس الفلسطيني لبدء الاتصالات معه، لافتاً الى أن «عدم وجود عملية سياسية سيكون قاتلاً بالنسبة إلى الفلسطينيين وإليه كذلك، لأنه بذلك ستتعزز قوة حماس ويكون بمثابة انتصار لإيران».
وبحسب مقربين منه، شدد نتنياهو لأوباما على أن «أي تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين ينبغي أن توفر جواباً على تهديد إدخال وسائل قتالية متطورة الى المناطق انطلاقاً من أنه لا يمكن أن تبقى اسرائيل مع ورقة، وتتلقى في المقابل المزيد من تهريب السلاح»، وأنه لهذه الغاية «ينبغي إيجاد ترتيبات أمنية تمنع إدخال السلاح عبر الحدود».
إلى ذلك، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، لقاء نتنياهو اوباما بالجيد، وخصوصاً أنه «سقط فيه العديد من الحواجز، وشكّل قاعدة لعمل جدي لتجديد المفاوضات». وأضاف، في مؤتمر يعقد في تل أبيب، إن «أوباما ملتزم بأمن إسرائيل ويدرك جيداً تعقيدات العملية السياسية». وأشار إلى أنه «يرفض الرضوخ للشكوك التي تنعكس في وسائل الإعلام».