غزة، رام الله، القاهرة ــ الأخبارحذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل، أمس، «من خطر شديد إذا استمرت برفض حلّ الدولتين»، فيما كشف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عبد العزيز دويك عن أن حركة «حماس» ستوقّع على اتفاق المصالحة الوطنية نهاية الشهر الحالي.
وجدد عباس، خلال مشاركته في ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، التمسّك بضرورة التزام الحكومة الإسرائيلية بمرجعية عملية السلام، وفي مقدّمها الوقف التام للنشاط الاستيطاني، للعودة إلى المفاوضات، متهماً إياها «بتشويه حل الدولتين ووضع العراقيل أمام الوصول إليه».
ورفض عباس الحديث عن الترشح في الانتخابات المقبلة، في وقت تزداد فيه الإشارات إلى أنه يناور، وخصوصاً في ظل عدم فتح أيّ من مراكز تسجيل الناخبين للانتخابات في الضفة الغربية وغزة، كما كان مقرراً قبل يومين. وقال دبلوماسي غربي «كل ذلك إشارات إلى أن الانتخابات لن تجري في الرابع والعشرين».
في هذه الأثناء، كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ«الأخبار»، أمس، عن أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أجرت اتصالاً بشخصية مقرّبة من عباس، وأخبرته بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الإفراج عن عدد من معتقلي حركة «فتح» من السجون الإسرائيلية، لتقوية السلطة وتعزيز شعبية عباس.
وفي السياق، رحّبت السلطات المصرية أمس بإعلان دويك، في تصريحات لقناة «الجزيرة» القطرية، أن «حماس» ستوقّع على ورقة المصالحة المصرية في نهاية الشهر الجاري، بعد حصولها على ضمانات مصرية بشأن النقاط الخلافية، على الرغم من أن مصادر مصرية مطّلعة أبلغت «الأخبار» عدم تلقّي القاهرة ما يؤكد أن الحركة تتجه بالفعل إلى التوقيع على الورقة في هذا التوقيت. ولفتت المصادر إلى أن هناك مهلة غير معلنة متروكة لـ«حماس» لبتّ الورقة المصرية.
ولمّح مسؤول مصري، مطّلع على كواليس الاتصالات المصرية مع «حماس»، إلى «معلومات عن وجود تباين في وجهات النظر بين قيادات الحركة بشأن التوقيع على الورقة». وكشف النقاب أيضاً عن حوار محتدم وغير معلن بين القاهرة وواشنطن لإقناع إدارة أوباما بالتخفيف من حدة التحفظات الأميركية المعلنة تجاه «حماس» إن هي وقّعت على الورقة المصرية.
وبالعودة إلى ملف التسوية، اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، أمس، بفشل 18 عاماً من المحادثات مع إسرائيل. وقال «لقد وصلنا إلى اقتناع بأن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 1967». وطالب بأن «يكون هنالك تحرك دولي غير مسبوق في الضغط على إسرائيل، لأن الأمور وصلت إلى مرحلة لا يمكن فيها العودة إلى الوراء».
كذلك كشف عريقات عن اتصالات مع الإدارة الأميركية التي «تطالب بأن ندخل المفاوضات في مقابل تعهّد منها بتحقيق الدولة خلال سنتين». وتساءل «كيف لهم أن يحققوا ذلك وهم لا يستطيعون وقف الاستيطان وقفاً تاماً؟ وكيف إذا توصلنا إلى حلّ يمكن أن يضمنوا تحقيقه؟».
وفي السياق، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، من أجل استئناف التفاوض مع الفلسطينيين، أن يوقفوا «التحريض ضد إسرائيل».
وتعقد لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعاً وزارياً طارئاً، اليوم، في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، برئاسة قطر، لبحث ما آلت إليه جهود إحياء عملية السلام. وقال مصدر دبلوماسي إن الاجتماع سيصدر بياناً يطالب الرئيس الفلسطيني بعدم التنحّي، كذلك سيدعم موقفه الرافض لبدء مفاوضات السلام في ظل استمرار عمليات الاستيطان.
إلى ذلك، سمحت السلطات المصرية، أمس، بسفر ستة من قادة الفصائل الفلسطينية الذين كانت قد منعتهم قبل يومين من التوجه إلى السعودية لأداء فريضة الحج.