شنّت الرياض أمس مزيداً من الغارات الجوية والقصف المدفعي على الحوثيين، الذين جددوا نفيهم سيطرة القوات السعودية على «جبل الدخان» الحدودي، واتهموها باستخدام قنابل الفوسفور، وعرضوا صوراً تُظهر جندياً سعودياً أسيراًأكد الملك السعودي عبد الله أمس أن بلاده قادرة على «ردع كل معتدٍ»، في الوقت الذي تواصلت فيه المعارك بين المتمردين الحوثيين من جهة والقوات اليمنية والسعودية من جهة ثانية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن عبد الله قوله، خلال لقائه أول من أمس وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر بن مبارك الحمد الصباح، «إن المملكة قادرة بإذن الله على ردع كل معتدٍ ودحره ورد كيده في نحره إن شاء الله».
وفي السياق، أعلن وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، في بيان عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء السعودي، أن الرياض «لن تتهاون إزاء أي انتهاك سيادي لأراضيها». وأكد أن «التسلل غير المشروع يعطيها كامل الحق في اتخاذ كل الإجراءات لإنهائه».
أما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، فجدد قوله إن «الحرب في محافظة صعدة، أو على عناصر تنظيم القاعدة، فُرضت على اليمن فرضاً»، دون إبداء أي موقف من التدخل السعودي في المعارك.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن صالح قوله إن اليمن «لم يكن له أي خيار إزاء الحرب الموجهة إلى الإرهاب، سواء في صعدة أو تنظيم القاعدة».
ميدانياً، أكد المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، أن الجيش السعودي استأنف أمس غاراته الجوية على مواقعهم في المناطق الحدودية وداخل اليمن. ورأى أن ما يعلنه السعوديون عن محاربة متسللين حوثيين إلى الأراضي السعودية، ما هو سوى «مجرد ذرائع لهجوم منظم». وشدد على أن السعودية «لن تتمكن من تحقيق أهدافها»، وأن المتمردين «ينتظرون الهجوم البري» السعودي ليواجهوه بأسلوب حرب العصابات. واتهم عبد السلام الرياض باستخدام «قنابل فوسفورية أحرقت مناطق جبلية». إلّا أن مصدراً سعودياً نفى ذلك قطعاً، وقال إن قوات بلاده استخدمت «قنابل مضيئة».
كذلك جدد المتمردون نفيهم أن تكون القوات السعودية قد سيطرت على جبل الدخان الحدودي، مؤكدين استمرار وجودهم فيه. وأفادوا عن شنّ القوات اليمنية هجمات عليهم في منطقة حرف سفيان وفي ضواحي صعدة، معقل التمرد. وعرضوا صوراً لشخص قالوا إنه جندي سعودي أسروه خلال المواجهات في جبل الدخان.
وقال بيان للمكتب الإعلامي للمتمردين «إن الأسير يُدعى أحمد عبد الله العمري وهو برتبة وكيل رقيب».
في المقابل، أكد مصدر سعودي رسمي أن القوات السعودية خففت من حدة عملياتها على الحدود، و«أن عمليات القصف المدفعي المكثف قد انتهت»، بالتزامن مع أنباء صحافية أفادت عن تعزيزات عسكرية سعودية في المنطقة.
من جهته، أعلن أمير منطقة عسير على الحدود مع اليمن، الأمير فيصل بن خالد، تطهير كلّ المواقع من المتسللين الحوثيين، واصفاً إياهم بأنهم «عصابات غادرة وخسيسة»، ومؤكداً أنه «سيُقضى على المتسللين الذين خانوا وطنهم قبل كل شيء».
وأعلنت السلطات السعودية أمس ضبط أكثر من خمسة آلاف متسلل ومهرّب على حدودها مع اليمن منذ إعلان المملكة دخول جماعات متسللة إلى أراضيها في الأسابيع الماضية.
إلى ذلك، دانت فرنسا «أي انتهاك لسيادة السعودية ووحدة أراضيها وسلامتها». وجدد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو دعوة بلاده إلى «وقف فوري للمعارك وإلى تسوية سياسية تسمح بإرساء السلام والاستقرار».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)