صنعاء | إنه الشعب اليمني العظيم من يسطّر اليوم أروع معاني العزة والصمود والكرامة، هذا الشعب الذي يقف بشموخ أمام عالم الشرّ والإجرام والسقوط وهو بذلك يعطي للعالم بأكمله دروساً في معنى الحرية والإباء. كيف لا، وهو شعب الإيمان والحكمة اليمانية.
سبعة أشهر من الظلم والقهر والقتل والتدمير بحق شعب بأكمله إستخدم فيها العدوان السعودي الأميركي مع حلفائه أبشع الوسائل التدميرية والأسلحة المحرمه دولياً. هي حرب ظالمة وانتقامية تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً بوحشية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر، فهي تستهدف كل ما هو جميل وكل ما هو حي، كما أنها تستهدف الوجود حين تقصف المستشفيات والمساجد والمصانع والمدارس والبنى التحتية.
إن العدوان الغاشم يستهدف الحاضر والمستقبل والتاريخ، كما يستهدف الأطفال والنساء عبر قصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها. المواطن اليمني اليوم يروّع، يقتل، يحاصر، ويحرم من أبسط معاني الحياة الكريمة، لكنه صامد صمود جباله الرواسي.
ينظر أحرار العالم باندهاش إلى هذا الشعب لمعرفة ما الذي يجعله بهذه القوة حتى اللحظة، رغم العدوان الوحشي الذي يتعرض له. هذا الشعب الذي لم يعلن استسلامه أو خضوعه، بل على العكس يخرج بين الحين والآخر في مسيرات شعبية عامة تحت وطأة الطيران المحلق بكثافة ويصرخ نحن الأقوى ونحن الأبقى. يخرج ليقول إن جبروت الطغاة تحت الأقدام، وإنه رغم امتلاك العدو أقوى ترسانة من الأسلحة الفتاكة وكذلك المال والعتاد، إلا أنه أضعف وأجبن في ساحات المواجهة التي يهزم فيها شر هزيمة، وهم يدحرون علي أيدي أبطالنا فيلجأون إلى الانتقام من الشعب الأعزل لاسترداد كرامتهم التي سحقت على أيدي الجيش و«اللجان الشعبية».
تعجز الكلمات وتجف الأقلام عن التعبير الحقيقي للواقع اليمني ببطولته وآلامه، فنحن قوم نعشق الشهادة ونرفض الذل والمهانة. نعم يسقط منا المئات، ويسفك الكثير من الدماء البريئة، لكن هذا لن يزيدنا إلا عزيمة وإصراراً على المضيّ في درب الحرية والعزة. فالشعب اليمني اليوم أكثر وعياً وإدراكاً لكل المؤامرات التي تحاك ضده، لذلك قرر أن يرسم ملامح مستقبله بنفسه وأن يدفع كل غالٍ من أجل التحرر من التدخلات الخارجية والهيمنة لدول الاستكبار الظالمة. المعركة اليوم هي معركة تحرير، فالنصر لك يا شعب اليمن. والمجد والشموخ لتراب وطنك لأنك أنت العظيم، فلك ستحنى الجباه ولك سترفع القبعات ولا نامت أعين الجبناء.