سعت طهران أمس إلى «تطبيع الأوضاع الحدودية» مع العراق بعد أزمة حقل «الفكة» النفطي، في وقت ادّعت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» أن إيران أخفت في العقد الماضي جزءاً كبيراً من برنامجها النووي في شبكات من الأنفاق والتحصينات تحت الأرض.وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إثر استقباله نظيره الإيراني منوشهر متكي، «اتفقنا على تطبيع الأوضاع الحدودية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً»، مضيفاً إن «اللجان الحدودية ستجتمع الأسبوع المقبل».
إلّا أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أعرب عن استغرابه تجاه الخطوة الأخيرة «غير المبرّرة»، التي قامت بها قوة إيرانية بالسيطرة على حقل «الفكة العراقي» النفطي في محافظة ميسان الجنوبية، الشهر الماضي.
وقال المالكي، الذي كان يتحدث أثناء استقباله متكي في المنطقة الخضراء في بغداد، «إن أيّ إجراء أو قرار يتخذ من طرف واحد لن يساعد على تثبيت الأمن والاستقرار».
من جهته، أكد متكي أنه «في الأسبوع التالي ستكون هناك اجتماعات للجنة الفنية في منطقة قصر شيرين (معبر حدودي) وبعد ثلاثة أسابيع ستجتمع اللجنة الفنية بخصوص الحدود المائية».
نجاد: جبهة المقاومة الإيرانية ــ السورية على أعتاب النصر
وتابع الوزير الإيراني «كان هناك تجاوز من بعض قوات الحدود (العراقية) سابقاً. وأُعيدت القوات العراقية إلى مكانها الأصلي، وأُصدرت الأوامر للقوات الإيرانية للرجوع إلى مكانها الأصلي».
من جهة ثانية، أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، خلال استقباله رئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش في طهران، أن «جبهة المقاومة الإيرانية ـــــ السورية» على «أعتاب النصر».
في هذا الوقت، لفتت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الكشف عن محطة تخصيب اليورانيوم داخل جبل قرب مدينة قم الإيرانية، سلّط الضوء على جانب مهم في البرنامج النووي الإيراني.
وقال المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي)، ريتشارد راسل، أن إخفاء إيران لمنشآتها تحت الأرض يصعّب التحقّق من البرنامج النووي الإيراني. وأضاف «اعتدنا منشآت فوق الأرض. تحت الأرض أصبحت حرفياً مثل الثقب الأسود. لا يمكنك أن تتأكّد مما يجري».
وتقول الحكومة الأميركية وخبراء إن في إيران مئات، وربما آلاف الأنفاق الضخمة، ولا أحد في الغرب يعرف أيّ جزء من البرنامج النووي الإيراني موجود تحت الأرض.
من جهة ثانية، نقلت هيئة الإذاعة النرويجية، عن القنصل لدى السفارة الإيرانية في أوسلو، محمد رضا حيدري، أنه استقال من منصبه احتجاجاً على «معاملة السلطات الإيرانية للمتظاهرين في أسبوع الميلاد». لكن طهران نفت هذا التقرير.
من جهته، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، علاء الدين بروجردي، إلقاء القبض على قائم بأعمال أوروبي خلال أحداث الشغب في يوم عاشوراء في طهران، مشيراً إلى إطلاقه بعد 24 ساعة، إثر توسط سفارة بلاده واستجابةً لميثاق فيينا.
في هذه الأثناء، كشفت لجنة برلمانية إيرانية أن مدعي طهران السابق، سعيد مرتضوي، يتحمّل مسؤولية وفاة ثلاثة معتقلين في سجن «كهريزاك» الذي أُقفل سابقاً.
إلى ذلك، أصدرت السلطات القضائية، قائمة طويلة من المحظورات المتعلقة بنشر مواد على مواقع الإنترنت، التي تعرّض مرتكبيها للعقوبات.
(يو بي آي، أ ب، أ ف ب، رويترز)