دخلت الولايات المتحدة، أمس، مباشرة على خط الحراك العربي ـــــ الإسرائيلي لاستئناف مفاوضات التسوية، عبر تأكيد مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، مهلة السنتين الواردة في الخطة التي تزمع الإدارة الأميركية طرحها
علي حيدر
أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، أمس ضرورة استمرار العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشدداً على إمكان التوصل الى اتفاق بين الطرفين خلال عامين من بدء المفاوضات.
وعبر ميتشل، قبيل زيارته المنطقة، عن أملّه أن يتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على ذلك، لافتاً الى ضرورة أن «لا تستمر المفاوضات لأكثر من عامين» وإلى عدم وجود أي سبب لاستمرار العملية التفاوضية لوقت كبير.
وبشأن المسار السوري، شدد ميتشل على وجوب الحفاظ على قناة الحوار مع سوريا بموازاة المسار الفلسطيني، مؤكداً أن تل أبيب ملتزمة بالتوصل الى اتفاق سلام مع دمشق. وفي إطار الحراك الأميركي، قال رئيس طاقم موظفي البيت الأبيض، راحم عمانوئيل، خلال لقاء مع القنصل الإسرائيلي في مدينة لوس أنجلس، ييكي ديان، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم زيارة إسرائيل خلال النصف الأول من العام الجاري.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن عمانوئيل قوله للقنصل الإسرائيلي إن «الإدارة الأميركية تعبت منكم، الإسرائيليون والفلسطينيون، وأنتم تهدرون وقتاً ثميناً وتفوّتون فرصة التوصل إلى سلام»، محذراً من أنه «سنصل إلى مرحلة نرفع فيها أيدينا عن هذا الصراع اللانهائي وسنترككم وحدكم». في الإطار، أعرب وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن تفاؤلهم باستئناف المفاوضات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية. ولفت الموقع إلى أن المسؤولين في القدس المحتلة ينتظرون الرسالة التي ستصدر عن واشنطن، بعد لقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ووزير الاستخبارات المصري عمر سليمان، مع مسؤولي الإدارة الأميركية.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن الولايات المتحدة تسعى إلى استصدار بيان من الرباعية الدولية، التي ستعقد جلسة لها في الأسبوع المقبل في بروكسل، يدعو إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن، بعدما فشلوا في المرة السابقة بسبب معارضة روسيا. ولفت موظفون إسرائيليون رفيعو المستوى إلى أن الإدارة الأميركية معنيّة بأن يشكل اجتماع الرباعية دعما دولياً لعباس.
وأشارت «هآرتس» أيضاً إلى أن السعودية تدعم المبادرة المصرية لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنها تسعى إلى توفير دعم سوري لها. وأوضحت أن عباس أعرب عن استعداده لقبول الخطة المصرية بشرط أن تلقى أيضاً دعماً من الزعماء العرب.
وفي السياق، لفت مسؤولون فلسطينيون، أمس، إلى أن القيادة الفلسطينية ودولاً عربية تعمل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية من أجل بلورة أفكار لإحياء عملية السلام وفق أسس وجداول زمنية محددة. وقال مسؤول فلسطيني «نحن بلورنا موقفاً عربياً مشتركاً من خلال لقاءات مع السعودية ومصر والأردن وغيرها». وأشار إلى أن الموقف سيحمله إلى واشنطن أبو الغيط وسليمان، متحدثاً عن «تحرك سعودي وأردني مع الإدارة الأميركية». وقال إن «الجميع سيناقش الأفكار العربية والفلسطينية التي تبلورت». إلا أن المسؤول قلّل من إمكان واشنطن إقناع حليفتها إسرائيل بقبول هذه الأفكار، لأن الإدارة الأميركية «تراجع دورها وتراجعت عن وعودها». وأضاف «إذا لم تقتنع الإدارة بالأفكار العربية فستضغط علينا مرة أخرى للدخول في مفاوضات مع إسرائيل» من دون أسس محددة لعملية السلام.
وأوضح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن أهم الأسس التي يهدف «هذا الحراك السياسي المكثف» إلى إرسائها هو إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان قبل البدء بأي مفاوضات. وقال «نريد وقفاً شاملاً للاستيطان في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس». وأضاف «وأيضاً نريد استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في كانون الأول 2008 وحول جميع قضايا الوضع النهائي مثل القدس واللاجئين والحدود والمياه والأمن والمستوطنات والأسرى».
وكان الرئيس الفلسطيني قد أكد أول من أمس خلال زيارته إلى تركيا أن السلطة مستعدة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل إذا تقيدت الأخيرة بمقررات مؤتمر أنابوليس.
إلى ذلك، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، عن زيارة غامضة قام بها وزير الدفاع إيهود باراك الى الأردن ترافقت مع معلومات أشارت الى أنه يمكن أن يكون قد أجرى محادثات سرية مع رئيس السلطة محمود عباس. إلا أن السفير الفلسطيني في عمان، عطا الله خيري، نفى ذلك.