أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، أمس محادثات مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض، تناولت جهود المصالحة الفلسطينية في ما يبدو أنه مسعى سعودي لمحاولة تضييق هوة الخلاف بين حركتي «حماس» و«فتح».وقال مشعل، للصحافيين في أعقاب اللقاء، «قطعنا شوطاً كبيراً في المفاوضات والحوارات الفلسطينية الفلسطينية». وأوضح أن «حماس» لها ملاحظات على الورقة المصرية «خلاصتها أن تكون هذه الورقة مطالبة بما توافقنا عليه مع الاخوة في فتح وفي الفصائل الفلسطينية الأخرى». وأضاف «نحن متفقون جميعاً على أن التوقيع سيكون في القاهرة، لكن المشكلة ليست في المكان، المشكلة هي استكمال الورقة التي نوقع عليها حتى تكون ملبية لمطالب الجميع».
وتحدث مشعل عن دور السعودية قائلاً «نحن ما نزال نتطلع إلى دور مميز للمملكة، إلى جانب مصر والدول العربية، حتى ننجح أولاً في رعاية المصالحة الفلسطينية وننجح في توحيد الموقف الفلسطيني ولملمة الموقف العربي ايضاً، في مواجهة الإدارة الاسرائيلية المتعنتة».
في المقابل، استبعد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مفوض الإعلام والثقافة محمد دحلان، التوصل إلى اتفاق مصالحة وطنية في الوقت الراهن. وقال إنه يستبعد أن تكون حركة «حماس» مؤهلة للمصالحة «ليس لأسباب وطنية بل لأسباب شخصية وإقليمية».
واتهم دحلان «حماس» بتعطيل كل جهود التوصل للمصالحة الفلسطينية، قائلاً «في الوقت الذي تنازلت فيه فتح عن شروطها من أجل المصلحة الوطنية ورغبة في الوحدة ولإنجاح الجهود المصرية، أدارت حماس ظهرها للشعب الفلسطيني ومصالحه وعطلت مشروعه الوطني». ورأى دحلان أن حركة «فتح» تخوض معركتين «الأولى على الساحة الميدانية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والثانية تتمثل في محاولة إقناع حماس بوقف أعمالها المدمرة للقضية الفلسطينية».
وقال دحلان إن هناك «مصالح بينية غير مكتوبة بين إسرائيل وحماس، أولاها أن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة، وكذلك حماس فهي تتحدث عن كل فلسطين على أنها وقف إسلامي، وإسرائيل تقتل أبناء فتح في الضفة». وأضاف أن «حماس لا تريد المفاوضات تحت ذرائع مختلفة، و(رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو لا يريد المفاوضات أيضاً».
(أ ف ب، رويترز، أ ب)