يجد فلسطينيو الـ48 أنفسهم مرة أخرى في مواجهة السياسات نفسها التي تتبعها المؤسسة العبرية من مصادرة الأراضي. الآلاف منهم شاركوا أمس في إحياء الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض
فراس خطيب
أحيا فلسطينيو الـ48 أمس، الذكرى الرابعة والثلاثين ليوم الأرض. واحتضنت مدينة سخنين الجليلية المسيرة المركزية التي تعد سنوياً في قرى مثلث يوم الأرض (عرابة وسخنين ودير حنا) التي انطلقت منها الشرارة الأولى ليوم الأرض في الثلاثين من آذار عام 1976.
بدأ نهار أمس في مسيرات تقليدية في قرى يوم الأرض، حيث جرت النشاطات التقليدية ووضعت أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء في قرية عرابة ومدينة سخنين، ومن ثم بدأت الاستعدادات للمسيرة الكبرى. وطاف الآلاف من الفلسطينيين شوارع المدينة، لتختتم المسيرة بمهرجان خطابيّ على مقربة من النصب التذكاري لشهداء يوم الأرض.
انطلقت المسيرة من المدخل الشرقي للمدينة. سارت يتقدمها علم فلسطيني ضخم. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والأعلام السوداء، ملتزمين بقرار لجنة المتابعة العليا التي طالبت بعدم رفع أعلام الأحزاب. كانت الهتافات عالية، والقضية الفلسطينية حاضرة بهمومها وشقوقها، من يوم الأرض وصولاً إلى الاحتلال والقدس وغزّة الجاثمة تحت الحصار والأسرى أيضاً. وظهر شابان رفعا صورتين للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وللشهيد عماد مغنية.
كان حضور أمس جيّداً، لكنّه أقل من حضور العام الماضي، وخصوصاً أن لجنة المتابعة لم تعلن الإضراب. ويأتي يوم الأرض، كما في كل مرة، مناسبة للتعبير عن تصاعد العنصرية واستهداف المواطنين العرب من المؤسسة الإسرائيلية؛ فقد شهدت الفترة الأخيرة اقتراحات ومشاريع قانون وقوانين تستهدف الوجود العربي، منها اقتراح قانون عدم إحياء ذكرى النكبة، وتصاعد قوة اليمين والأحزاب التي تطالب فلسطينيي الـ48 بما يسمى «الولاء» في مقابل الحقوق، إلى جانب مخطط الخدمة المدنية الإسرائيلية لتجنيد الشبّان العرب. كذلك تحاول المؤسسة الإسرائيلية إدخال الرواية الصهيونية وإدخال رموزها إلى مناهج التعليم محاولين «قمع الذاكرة الجماعيّة» للفلسطينيين في الداخل.
يوم الأرض لم يكن حاضراً في مثلث يوم الأرض فحسب، فقد أقرّت لجنة المتابعة قيام مهرجان أيضاً في منطقة النقب في الجنوب، حيث عقد مهرجان شعبي في قرية العراقيب غير المعترف بها.
ويواجه أهالي النقب أشرس سياسات التهويد الإسرائيلية التي تطمح لأن يعيش أكبر عدد من العرب على أقل مساحة من الأضراب. ويعيش عشرات آلاف الفلسطينيين في النقب في قرى غير معترف بها، من دون الحاجيات المعيشية الأساسية.
وقالت النائبة حنين زعبي (التجمع الوطني الديموقراطيي): «يوم الأرض كسر حاجز الخوف من دولة فرضت علينا حكماً عسكرياً، تعود اليوم إليه عبر قوانين تعاقب إحياء ذكرى النكبة وتعاقب العاطفة. ما نمر به اليوم وقانون خصخصة الأرض الذي مر قبل أشهر قليلة ليس أقل خطورة ممّا حدث في الماضي».
وقال النائب حنّا سويد، من «الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة»، في سخنين إنَّ «إسرائيل تواصل رفع راية الخطر الديموغرافي، وتتبع سياسية تتمثل بالقوانين المعادية للعرب».
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد زيدان، إن فلسطينيي الـ48 «لن يحترموا القوانين العنصرية التي تحاول الكنيست الإسرائيلي سنّها، أهمّها قوانين النكبة والولاء».