استبشرت الفصائل المسلحة بعمليتها العسكرية الأخيرة في ريف القنيطرة الشمالي، معلنةً السيطرة على نقاط عدّة في مزارع الأمل وقرية طرنجة (12 كلم شمالي القنطيرة). وسعى المسلحون منذ إعلانهم عمليتهم «وبشّر الصابرين» إلى السيطرة على قرية طرنجة، ومقر «السرية الرابعة» فيها.
ولفتت مصادر معارضة مطلّعة على خطّة المسلحين إلى أن المرحلة الأولى من «وبشّر الصابرين» انتهت «بنجاح»، فيما المرحلة الثانية من العملية هدفها الوصول إلى بلدة بيت جن (22 كلم شمالي القنيطرة)، لفتح الطريق أمام «المجاهدين» باتجاه الغوطة الغربية.
وشهدت منطقة الاشتباكات في طرنجة ومحيطها، منذ بداية العمليات العسكرية قصفاً مكثّفاً من قبل المسلحين، بحسب المصادر، بالتوازي مع قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي لبعض مواقع الجيش السوري في القنيطرة دعماً للمهاجمين، وتعويضاً عن الخسائر التي لحقت بهم، في الأيام الماضية، بحسب مصدر ميداني سوري. وأفادت مصادر أهلية من بلدة حضر بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت منذ اليوم الثالث للعمليات (الأحد الماضي)، جميع الطرق بين قريتي مجدل شمس وحضر، واستهدفت مدفعية جيش الاحتلال الموجودة في الجولان المحتل، أمس، مخزن ذخيرة في مقر «السرية الرابعة»، ما أجبر الجنود الموجودين في مقر «السرية» على الانسحاب باتجاه مقر «الكتيبة 120»، القريبة منها. وذكرت المصادر الميدانية أن مؤازرة وصلت ليل أمس إلى «120» وأن العمل جارٍ لاستعادة كامل «السرية»، حيث عادت الاشتباكات مجدداً في وقتٍ متأخر من الليل.

الوصول إلى بيت جن، عند الحدود اللبنانية، سيتيح استكمال «الحزام الآمن»

في المقابل، أشار مصدر معارض مطلع لـ «الأخبار» إلى أن المعارك مستمرة في محيط «120» ومناطق تلول الحمر، لافتةً إلى أن «المجاهدين سيكملون الحصار على الكتيبة 120، ليتمكنوا من فتح الطريق باتجاه بيت جن»، والسيطرة على المنطقة.
وأكّد المصدر أن الوصول إلى بلدة بيت جن، عند الحدود اللبنانية ـ السورية، سيتيح للفصائل استكمال «الحزام الآمن» الممتد من الحدود الأردنية وصولاً إلى الحدود اللبنانية مروراً بالجولان المحتل. إلا أن المصدر المعارض رأى أن المرحلة الثانية من العمليات ستأخذ طابع «التقدّم البطيء والصعب» للفصائل، حيث سيكون التقدّم «بمقياس المتر»، نظراً إلى صعوبة المعركة وحساسيتها.
ويضيف المصدر أن «الجيش لن يفرّط بطريق الغوطة»، وفي المقابل سيواصل «المجاهدون» هجومهم، فـ«هم يمتلكون قواعد نارية، تقصف تجمعات الجيش من جهة بيت جن، ومن جهة القنيطرة»، مشدداً على أن المعركة «مستمرة حتى الوصول إلى بيت جن وفتح طريق الغوطة قبل الشتاء».
وتتكون غرفة عمليات «وبشّر الصابرين» من «حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» و«فتح الشام» و«جند الملاحم» و«ألوية الفرقان» و«شباب الهدى» وآخرين. ويراوح عدد المشاركين من كل فصيل بين 50 و100 مسلح، إلا أن «النصرة» كان لها الحضور الأبرز.
وأشار المصدر إلى أن العملية، لو قدّر لها النجاح، ووصلت الفصائل إلى الحدود اللبنانية، ستواصل عملية بناء «الحزام الآمن»، لافتاً إلى أن الحدود ستبقى «آمنة»، إذا «لم يتدخل حزب الله في سياق المعركة، ويفتح الجيش اللبناني له معابره».
وعلى الرغم من سيطرة المجموعات المسلحة على عدد من النقاط، إلا أن قوات الجيش دمّرت عدداً من الآليات والسيارات التابعة للمسلحين، وخصوصاً الدبابات والمدافع الثقيلة، وسط خسائر فادحة تكبّدتها في العدّة والعتاد.
وفي ريف دمشق، دارت مواجهات عنيفة بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» في بلدة شبعا، جنوبي شرق العاصمة، بالتوازي مع اشتباكات مماثلة بين الطرفين في الجبال المطلة على مدينة دوما وأوتوستراد دمشق ـ حمص الدولي، وسط غارات للطيران الحربي على نقاط المسلحين في الغوطة الشرقية. إلى ذلك، استشهد مدنيان وأُصيب 5 آخرون إثر سقوط قذيفة هاون، مصدرها المجموعات المسلحة، على حافلة نقل عمومية في منطقة العدوي في مدينة دمشق.
وفي غضون ذلك، اغتال مجهولون رئيس هيئة علماء مدينة تلبيسة (شمالي مدينة حمص)، الشيخ أكرم الحاج عيسى، أثناء عودته من المسجد فجراً. كذلك، قُتل مسؤول ميداني في «اللواء 313»، التابع لـ«جيش التوحيد»، بقصف مدفعي من قبل الجيش على منطقة السعن الأسود في ريف حمص الشمالي.
وفي موازاة ذلك، أعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري إنشاءها مركزاً مؤقتاً لاستقبال الوافدين من بلدتي كفريا والفوعة الإدلبيتين، في قرية معردس في ريف حماه. ومن جهتها، دهمت «جبهة النصرة» عدداً من المنازل في بلدة البارة الإدلبية، واعتقلت أصحابها لأسباب مجهولة.
أما في الرقة، فقد اعتقل أهالي قرية حمرة ناصر، عناصر من «الحسبة» التابع لـ«داعش»، بعد محاولة الأخير اعتقال إحدى الفتيات بحجة عدم «التزامها الزي الخاص بالتنظيم». وفي سياق منفصل، دارت اشتباكات متقطعة بين الجيش والمسلحين في حي كرم الطراب في مدينة حلب، فيما أفادت «صفحات» معارضة عن فتح معبر في حي الشيخ مقصود الحلبي وسط سقوط عدّة قذائف صاروخية على الحي، مصدرها المسلحون، بالتزامن مع استهداف سلاح الطيران مواقع المسلحين في حيّي الكلاسة والشعار في المدينة.
(الأخبار)