لقاءان استمرا 120 دقيقة بلا صور ولا بيان مشترك ألغى بعدهما نتنياهو مقابلاته الصحافيةمهدي السيّد
شُغلت المحافل السياسية والإعلامية الإسرائيلية بالبحث عن جواب للسؤال المتعلق بحقيقة ما دار خلال اللقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. وينطلق السؤال ـــــ الأحجية من حقيقة أنه لم يُنشر في أعقاب اللقاء بين الرجلين أي بيان رسمي، ولا حتى تسريبات أو صور رسمية، ما عدا بعض المواقف عن مصادر من هنا وهناك قاربت موضوع اللقاء بصورة عامة.
علاوة على ذلك، لم يكن في مقدور مكتب نتنياهو إعطاء تفاصيل عن الجدول الزمني المتوقع لنتنياهو خلال الزيارة، لأن الأميركيين لم يُطلعوهم ببساطة عليه، وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، الذي أشار إلى أن هذا الوضع غير مألوف بالمفاهيم الدبلوماسية.
وكان أوباما قد اجتمع ليل الثلاثاء الأربعاء، مع نتنياهو في البيت الأبيض، من دون تغطية صحافية ومن دون إعلان تفاصيل أو نتائج اللقاء. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو زار البيت الأبيض لثلاث ساعات ونصف ساعة، منها ساعة ونصف ساعة قضاها مع أوباما، ليجتمع بعد ذلك نتنياهو بمستشاريه لأكثر من ساعة طلب في ختامها جلسة أخرى مع الرئيس الأميركي الذي التقاه ثانيةً لنصف ساعة، من دون التوصل إلى حل لنقاط الخلاف بينهما. ومن ثم التقى نتنياهو بمستشاري أوباما في غيابه.
وعلى الرغم من أن الزعيمين التقيا لمدة 120 دقيقة، لم يصدر البيت الأبيض بياناً رسمياً عن المحادثات في خروج آخر عن التقليد، فيما أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بياناً مقتضباً صباح أمس، قال فيه إن اللقاءين حصلا في «أجواء إيجابية» وأن فريقي مستشاري أوباما ونتنياهو واصلا بعد ذلك «مناقشة الأفكار التي طرحت» وأن المناقشات ستتواصل أيضاً.
وفي أعقاب اللقاء، برز ميل لدى المسؤولين الأميركيين لخفض سقف التوقعات ومستوى الرضى والتفاؤل الأميركيين، في مقابل محاولة إسرائيلية لإشاعة أجواء إيجابية.
أوباما طالب نتنياهو بخطوات لبناء «الثقة» في عملية السلام
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، في بيان مساء أمس، إن الرئيس الأميركي طلب من نتنياهو اتخاذ خطوات لبناء «الثقة» في عملية السلام في إطار محادثات «صادقة وصريحة». إلا أنه أكد استمرار وجود نقاط «خلاف» بعد اللقاءين، مشيراً إلى أن نتنياهو سيعقد اجتماعاً خلال ساعات مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل.
في هذا المجال، أشار موقع «يديعوت أحرونوت» إلى أن الشعور السائد في البيت الأبيض في أعقاب اللقاء هو أن نتنياهو لم «يوفر البضاعة المطلوبة» وأن اللقاء انتهى بأجواء «متوترة.» واستخلصت تقارير إعلامية إسرائيلية من مجريات اللقاء أن أوباما لم يكن راضياً أبداً عن الخطوات التي يُبدي نتنياهو استعداداً لتنفيذها في إطار خطوات بناء الثقة مع الفلسطينيين.
وعن مجريات اللقاء، قالت «هآرتس» إنه على الرغم من محاولات الإدارة الأميركية ونتنياهو لإنهاء الخلاف العلني، إلا أن التوتر لا يزال قائماً. ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إنه لمس لدى المسؤولين الأميركيين أن أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون غير راضيين من الرد الخطي الذي قدمه نتنياهو على المطالب الأميركية. وأضافت «هآرتس» أن اللقاء انتهى «بخلافات شديدة بشأن مستقبل العملية السياسية».
وفي إشارة إلى أجواء التوتر، ذكرت «هآرتس» أن نتنياهو ألغى سلسلة من المقابلات الصحافية مع وسائل الإعلام الأميركية، كان من المفترض أن تجري صباح أمس، وذلك للتركيز على معالجة الخلافات الشديدة مع الإدارة الأميركية.
وفي إشارة إلى وصول المحادثات إلى طريق مسدود، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن الطواقم الإسرائيلية والأميركية تبحث عن مخرج للأزمة من خلال التوصل إلى «إنجاز بالحد الأدنى»، يكون بمثابة تسوية، ويتيح على الأقل الشروع في محادثات التقارب مع الفلسطينيين.
وفي الوقت الذي كانت تجري فيه المحادثات في واشنطن، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية موافقة بلدية القدس على بناء 20 وحدة سكنية داخل نطاق فندق شبرد في حي الشيخ جراح.
وسارعت حركة «السلام الآن» إلى اتهام بلدية القدس «بنسف فرص التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين». غير أن البلدية وصفت النبأ بأنه مزيف، ووضعته ضمن خانة «إثارة استفزاز في أثناء زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة».
إلى ذلك، استنكرت السعودية تصريحات نتنياهو بمصادرة الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في القدس المحتلة، داعية اللجنة الرباعية الدولية إلى إصدار توضيحات إزاء سياسة العنجهية الإسرائيلية.
ونقلت الوكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله إن «ما يثير الدهشة والاستغراب أن يستغل المسؤول الإسرائيلي زيارته للولايات المتحدة للإدلاء بالتصريح».