strong>علي حيدرأطاح التوتر المستجدّ في العلاقات الأميركية ـــــ الإسرائيلية زيارة المبعوث الأميركي الخاص، جورج ميتشل، الذي كان من المقرر أن يصل أمس إلى المنطقة، في وقتٍ بدأت فيه الإدارة الأميركية التخفيف من حدة انتقاداتها العلنية للحكومة الإسرائيلية.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، أمس، أن ميتشل لن يلتقي أيّ مسؤول فلسطيني أو إسرائيلي قبل اجتماع الرباعية المقرر يوم الجمعة المقبل في موسكو. ونفى كراولي أن يكون القرار إشارةً إلى أن الولايات المتحدة تتريث في الدفع باتجاه استئناف محادثات السلام، فيما أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى إجراء سلسلة اتصالات أول من أمس بين إسرائيل والولايات المتحدة لتوضيح ما إذا كان هناك معنى لقدوم ميتشل إلى الدولة العبرية.
وتوقع كراولي تلقّي الخارجية الأميركية ردّ إسرائيل على مطالب وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، «قريباً»، مرجّحاً حدوث اتصال قريباً جداً بينها وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قد نقلت عن مصادر في واشنطن قولها إن ميتشل لن يزور إسرائيل قبل أن تتلقى الولايات المتحدة رداً رسمياً إيجابياً على المطالب الثلاثة التي قدمتها كلينتون خلال اتصال سابق بنتنياهو والمتمثلة بإلغاء قرار البناء الاستيطاني في «رمات شلومو»، وتقديم بادرات حسنة تجاه السلطة الفلسطينية، والإعلان عن أن «القضايا الجوهرية، بما في ذلك القدس، ستناقش في المفاوضات» في حال استئنافها.
في هذه الأثناء، تراجعت أمس حدّة الانتقادات الأميركية العلنية للحكومة الإسرائيلية، وسط حديث عن جهود يبذلها على نحو خاص أعضاء في الكونغرس موالون تقليدياً لإسرائيل، للتخفيف من حدة التوتر.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، أن «الخلاف مع إسرائيل بشأن الاستيطان لا يفصم عرى الارتباط التقليدي بين الولايات المتحدة وإسرائيل»، وأن «العلاقات بين البلدين كانت مثالاً لحقيقة أن العلاقات الدبلوماسية الناضجة يمكنها الاستمرار على الرغم من الخلافات، مثل الخلاف الحالي على المستوطنات».
من جهتها، رأت كلينتون، في أعقاب اجتماعها أمس مع نظيرها الإيرلندي مايكل مارتن، أن بين الولايات المتحدة وإسرائيل «رباطاً وثيقاً لا انفصام له»، لكنها أشارت إلى أن «ذلك لا يعني أن الجانبين متفقان على جميع القضايا». وأضافت «في ما يتعلق بخيبة أملنا واستيائنا، نحن حالياً نجري مشاورات مع شركائنا بشأن سبل المضيّ قدماً في عملية السلام لأننا ملتزمون بحل الدولتين، وسنرى ما تحمله الأيام القليلة المقبلة».
كذلك، عقدت كلينتون أمس اجتماعاً مغلقاً مع نائب الرئيس الأميركي، جوزف بايدن، واجتمعت للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع مع المنسّق الأميركي الخاص لأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية الجنرال، كيث دايتون.
وأوضح مسؤول أميركي أن البيت الأبيض يريد الحصول على ضمانات بأن إعلان الحكومة الإسرائيلية بناء المزيد من الاستيطان في القدس «لن يحدث مرة ثانية». ولفت إلى أنه «إذا كان نتنياهو غير مستعد لتقديم هذا النوع من الالتزام، فإن ذلك سيثير تساؤلات عن مدى التزامه بالمفاوضات وبالعلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وخاصة أن إدارة أوباما ترى أن النجاح في مفاوضات تسوية الصراع العربي الإسرائيلي مسألة مركزية لمصالح الأمن القومي الأميركي».

موقف نتنياهو يثير تساؤلات عن مدى التزامه بالمفاوضات
في هذه الأثناء، حذّر الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، من إبقاء إسرائيل وحيدة في الحلبة الدولية، مشدداً على أهمية علاقاتها مع الشعوب الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وتحديداً «من أجل ضمان دعم سياسي وقت الحاجة وإحداث توازن أمني في مواجهة المخاطر»، مشيراً إلى «ضرورة اتخاذ قرارات حتى لو كانت مؤلمة» للوصول إلى السلام.
بدوره، رأى وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، أنه «لم يحصل أي شيء دراماتيكي رغم أن الوضع بالتأكيد معقّد»، مشيراً إلى أنها «ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تكون فيها حالة من عدم التفاهم مع الولايات المتحدة».
أما وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، فرأى خلال زيارته إلى إسبانيا أن «الطريق لاختبار جدية نتنياهو و(الرئيس الفلسطيني) أبو مازن هو بإدخالهما إلى غرفة لإدارة المفاوضات، وطرح كل المواضيع على الطاولة»، مشدّداً على «أهمية التقدم باتجاه مسيرة سياسية بأسرع ما يمكن».