هيمنت قضيّتا السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني على لقاءات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مع المسؤولين الإسرائيليين، أمس، في القدس المحتلة، في زيارة هي الأولى له لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.واستهل الرئيس البرازيلي لقاءاته مع نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز، الذي أعلن خلال استقباله له أن «الأزمات قد تعترض الطريق لكن لن يحدث شرخ في عملية السلام نفسها، ونحن نتطلع إلى التقدم بعملية السلام ولن نسمح بأي أزمة تؤدي إلى إيقافها».
ومضى بيريز قائلاً إنه «ليس لدينا ما هو أعز من صنع السلام، فميادين القتال مليئة بالضحايا وطاولات المفاوضات مليئة بالإنجازات». وأضاف، مخاطباً نظيره البرازيلي، «أنت رئيس تحمل أمل السلام... وأنت تبشّر بمستقبلنا جميعاً، فقد نقلت دولتك إلى صفر فقر وصفر أميّة وحاربت العنف».
من جهته، قال لولا إن أحد أسباب زيارته للمنطقة هو التحدث عن حلول ممكنة للسلام «وهناك الكثير من الأشخاص الذين يملكون الخبرة في عمليات كهذه، وعلى ما يبدو لا أحد يملك خبرة كالتي تملكها أنت»، وأضاف أنه في «مهمة سلام» في المنطقة.
وبعد ذلك توجّه لولا للقاء رئيسة حزب «كديما» زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، وركزت محادثاته معها على الملف الإيراني. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليفني قولها إن «الكراهية الإيرانية لإسرائيل ليست نابعة من الصراع مع الفلسطينيين». وأضافت أن «طهران تستغل الوضع من أجل حشد الدعم في الصراع المتطرف الذي تقوده، والعالم الحر، من ضمنه البرازيل، لا يمكنه قبول دولة تصدر أجندة إرهابية وتسلّح المنطقة كلها من أجل تطبيق إيديولوجيا متطرفة ومعادية للمسيحية واليهودية».
من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس البرازيلي للانضمام إلى الجبهة الدولية الآخذة بالتبلور ضد البرنامج النووي الإيراني. وقال نتنياهو «إنه واثق بأن القيم التي يؤمن بها النظام الإيراني تختلف تماماً عن القيم التي تؤمن بها البرازيل، ولا سيما في مجالات احترام حقوق النساء والأقليات والحرية والمساواة».
تجدر الإشارة إلى أن لولا أعلن موافقة البرازيل على انضمام إسرائيل إلى «المركوسور»، لتكون بالتالي أول دولة من خارج القارة تنضم إلى المجموعة.
وفي كلمته أمام الكنيست، أعرب لولا عن أسفه لصدور إعلان إقامة الوحدات الاستيطانية الجديدة في شرق القدس المحتلة. وكانت لافتةً مقاطعة وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وأعضاء حزب «إسرائيل بيتنا» لكلمة لولا، احتجاجاً على عدم زيارة الرئيس البرازيلي لقبر تيودور هرتزل، فيما سيزور قبر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
(أ ف ب، يو بي آي، أ ب)