لا تزال صورة النتائج الرسمية لانتخابات السابع من آذار غير مكتملة، لكن ذلك لم يمنع بدء اللقاءات الكبيرة لعقد التحالفات. أبرز اللقاءات جمعت أياد علاوي وعادل عبد المهدي بضيافة مسعود البرزاني وجلال الطالباني في أربيل
بغداد ــ الأخبار
دخل العراق فعلياً في مرحلة الحوارات الأوّلية لتأليف حكومة جديدة، على ضوء صدور المزيد من النتائج التي لا تزال أوّلية، والتي لم تغيّر جدياً في ملامح الصورة التي تكوّنت منذ الساعات الأولى لما بعد الأحد الماضي: نوري المالكي لا يزال أول، وأياد علاوي ينافسه بقوة، وائتلاف عبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر ثالثاً.
إلا أن حركة اللقاءات البينية والاستعدادت الفعلية للبحث عن حلفاء للحكومة المقبلة، وُضعَت على نار حامية، مع إعلان النائب عن حزب المالكي، عباس البياتي، أمس، أن ائتلاف «دولة القانون» ألّف لجنة مسؤولة عن مفاوضة التحالفات الأخرى للتمكن من تأليف وزارة جديدة، «بما أننا نحتاج إلى فريقين أو ثلاثة لتحقيق هذا الهدف».
ولم يكن علّاوي، المنافس الرئيسي للمالكي، مكتفياً بالمشاهدة، إذ إنه اجتمع، في أربيل، مع كل من رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائبه عادل عبد المهدي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، «لبحث التطورات السياسية في البلاد، وخاصة المشاورات التي تهدف إلى تأليف الحكومة المقبلة لتحقيق أهداف الوحدة الوطنية». وكشف موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني» أنّ الاجتماع حضره، إلى جانب المذكورين، كلّ من رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح، ونائب رئيس حكومة الإقليم آزاد برواري.
وفي السياق، قال عضو «الائتلاف الوطني العراقي»، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي جلال الدين الصغير، إن «الائتلاف يتميّز عن باقي الائتلافات بعلاقاته الجيدة مع جميع الأطراف، وهو أمر سيساعده في تأليف الحكومة المقبلة». وأضاف «هناك كتل ـــــ أزمة، فمثلاً نرى أن ائتلاف دولة القانون لديه خلافات ومشاكل مع ائتلاف العراقية، وكذلك العراقية لديها خلافات معه، وحتى التحالف الكردستاني لديه بعض التقاطعات مع بعض الكتل». وجزم بأن «الحكومة لا يمكن تأليفها من تحالف ائتلافين فقط، ومبدأ التوافق هو ما سيحسم الأمر، ونحن في الائتلاف الوطني مطمئنون إلى علاقاتنا مع الأطراف السياسيين كافة».
وكانت المفوضية العليا للانتخابات قد أعلنت المزيد من النتائج الأوّلية، وإن كانت قليلة، وسط تجديد «العراقية» تأكيدها وجود «تزوير مفضوح» في النتائج.
وحلّ «دولة القانون» في الطليعة في محافظة المثنى الجنوبية، إلى جانب النجف وبابل، بينما حصد «الائتلاف الوطني» غالبية في أولى المحافظات بالنسبة إليه، وهي ميسان.
وقالت انتصار علّاوي، المرشحة عن قائمة «العراقية»، إن «هناك تزويراً واضحاً ومفضوحاً، لأن المركز الانتخابي في الإسكان (غرب بغداد) فيه صناديق اقتراع مؤيّدة للعراقية من منطقة المحمودية عليها شريط أحمر». وأشارت إلى «أشخاص يتلاعبون ويغيّرون في الأرقام، ويضيفون الأصفار إلى الأرقام الخاصة بقائمة ائتلاف دولة القانون».
يُذكَر أنه بعد إعلان فوز قائمة علّاوي في صلاح الدين، أول من أمس، عادت المفوضية لتجزم بأنّ «دولة القانون» هي الفائزة، قبل أن تعتذر عن خطأها وتثبّت فوز علاوي، مبررة الخطأ بأنه جرت إضافة صفر زائد «بالخطأ»، إذ إنّ قائمة المالكي نالت 6988 صوتاً وليس 69088.
ولإنهاء النقاش الدائر على ضوء تهم التلاعب في النتائج، دعا ممثل المرجع الديني علي السيستاني في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة، إلى إعلان النتائج بسرعة «على نحو يبدّد الشكوك».