مهدي السيّدوأصدر مكتب نتنياهو بياناً جاء فيه أنه عبّر عن أسفه أمام بايدن «لإصدار تصاريح بناء في شرق القدس، وخصوصاً خلال زيارته لإسرائيل». وأضاف أن نتنياهو استدعى وزير الداخلية إلياهو يشاي وعبّر أمامه عن عدم رضاه عن إقرار البناء.
وذكرت تقارير إعلامية أن بايدن رحب بتصريح نتنياهو، وقال: «أحياناً الصديق فقط هو الذي يقر بأصعب الحقائق، وأنا أقدّر استجابة رئيس الحكومة اليوم».
ورغم محاولات التنصل الإسرائيليية، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أن الإدارة الأميركية «لا تشتري التفسير الإسرائيلي بأن نتنياهو لم يعرف مسبقاً بقرار التصديق على البناء الاستيطاني الجديد». وقالت الصحيفة إن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية يرون أن إسرائيل أعدت كميناً لبايدن، وهم غاضبون من نتنياهو.
في سياق آخر، صرح سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسيفي هاوزر بأن إعلان المشروع الاستيطاني الجديد في القدس الشرقية المحتلة خلال زيارة بايدن كان «خطأً». وقال هاوز، للإذاعة الإسرائيلية: «هذا الإعلان خلال زيارة بايدن كان خطأ. لقد أدى إلى إخفاق، وهذا الأمر يجب ألّا يتكرر»، لكنه تدارك بقوله إن «أعمال البناء (في القدس الشرقية) ستتواصل وفق الحاجات».
من جهة أُخرى، كان لافتاً الموقف الذي أعلنه وزير الزراعة الإسرائيلي عن حزب العمل، شالوم سمحون، المقرب من رئيس الحزب وزير الدفاع إيهود باراك، والذي قال فيه إن حزب «العمل» بات عليه أن يفكر في الانسحاب من الائتلاف الحكومي. وأضاف أن «حزب العمل بات يجد صعوبات متزايدة في المشاركة في الائتلاف الحكومي الذي انضم إليه لإعادة إطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين».
كذلك انتقد وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن أليعازر، من حزب «العمل»، القرار. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن «هذه الخطوة لا يمكنها أن تنظف أحداً» في الحكومة الإسرائيلية.
وتزامن الإعلان الإسرائيلي عن انتهاء «الأزمة»، مع نشر المجلس المحلي لمستوطنة «إلكانا» في الضفة الغربية صباح أمس مناقصة لبناء أحياء سكنية جديدة على الأراضي الفلسطينية.
وأفادت صحيفة «هآرتس» بأن بلدية القدس أعدت مخططات لبناء 50 ألف وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية وأن هذه المخططات أصبحت موجودة في مراحل مختلفة من التخطيط والتصديقات. وأضافت أن «معظم هذه الوحدات السكنية خُطّط لبنائها في كل واحدة من المستوطنات في القدس الشرقية وعدد قليل يتعلق بمشاريع بناء في مستوطنات تقع في قلب الأحياء الفلسطينية».
وأصبحت 20 ألف وحدة سكنية في قنوات التخطيط والتصديقات الرسمية، بينها مخططات متقدمة خرجت إلى حيز التنفيذ، فيما 30 ألف وحدة سكنية أخرى لم تُقدّم بعد إلى لجنة التخطيط والبناء لإقرارها نهائياً. وأشارت «هآرتس» إلى وجود مخطط لبناء مستوطنة جديدة في جنوب القدس الشرقية باسم «غفعات ياعيل»، تضم 13 ألف وحدة سكنية.