خاص بالموقع - قُتل خمسة متظاهرين يمنيّين وجرح العشرات اليوم الخميس في تظاهرات عمّت ست محافظات يمنية، استجابةً لدعوة المعارضة اليمنية ممثلةً بـ«اللقاء المشترك» احتجاجاً على ما وصفته بـ«عسكرة الجنوب».وقال مصدر في «الحراك الجنوبي»، الداعي إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، إنّ «3 متظاهرين قتلوا وأصيب 7 بجراح خلال مواجهات بين متظاهرين يطالبون بالانفصال، ورجال الشرطة في محافظة الضالع الجنوبية».
وفي مواجهات مماثلة في محافظة لحج في الجنوب، قُتل اثنان من المتظاهرين من مدينة طور الباحة، وأصيب 4 بجروح، أحدهم جراحه بالغة، وذلك بعدما شنّت القوات اليمنية اليوم الخميس هجوماً لاستعادة مقر البلدية، الذي يسيطر عليه انفصاليون منذ شهور، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين.
وكشف مسؤول في السلطة اليمنية، أنه لدى توجّه قوة كبيرة من القوات الحكومية لاستعادة المبنى الحكومي، بدأ عناصر من الانفصاليين بمواجهة قوات الأمن، وتبادل الجانبان إطلاق النار.
في المقابل، تحدثت مصادر من الحراك اليمني الجنوبي عن مبادرة الشرطة إلى إطلاق النار على الناشطين المتحصّنين في المبنى.
وشهدت مدن جنوبية عدة اليوم تظاهرات احتجاجية مطالبةً بالانفصال عن الشمال، وبالإفراج عن معتقلي الحراك.
وأفاد شهود عيان أنّ مدينة تعز الشمالية شهدت تظاهرات مؤيدة للحراك الجنوبي، بدعوة من تجمع أحزاب اللقاء المشترك المعارض للرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحتجّون على «عسكرة المحافظات الجنوبية»، وأدّت المواجهات بين المحتجّين والشرطة إلى اعتقال قرابة 60 شخصاً من المشاركين.
وفي صنعاء، تجمّع نحو خمسة آلاف شخص بدعوة من أحزاب اللقاء المشترك أيضاً تحت الشعار نفسه، وتنديداً باعتقال الناشطين الجنوبيين، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة.
ودعا رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني اليمني، السياسي محمد سالم باسندوة، «السلطات إلى التخلي عن العنف، وإلى قبول الحوار مع جميع القوى السياسية والاجتماعية في البلاد».
وتحدث باسندوة عن الحراك الجنوبي قائلاً «نحن إذ نؤيد حراكهم السلمي، وهو حق يكفله الدستور والقانون، ونقف معهم قلباً وقالباً، فإنّنا ندعوهم إلى التصدي بحزم للمندسّين الذين يسعون إلى جرّ الحراك السلمي إلى العنف، ويعملون على نشر الكراهية بين مواطني الجنوب ضد إخوانهم من مواليد المحافظات الشمالية، بهدف نشر بذور الفتنة والشقاق».
وأكدت الكتلة البرلمانية لـ«اللقاء المشترك» في صنعاء في كلمة ألقاها النائب فؤاد دحابة أن هذه الاعتصامات تمثّل ثورة شعبية سلمية على امتداد اليمن، وصيحة اجتماعيةً غيورة على مستقبل البلد، واستفتاءً شعبيّاً حقيقيّاً لن يقبل سوى التغيير المنشود.
وفي بيان أصدرته الخميس، دعت أحزاب اللقاء المشترك «كل أبناء الوطن إلى التصدي بجميع الوسائل السلمية والديموقراطية والدستورية للتصرفات والممارسات والقرارات التي تستهدف العمل السياسي السلمي، وتنال من حقوق الشعب في التظاهر والاعتصام وحرية الرأي والتعبير».
وطالب تجمع الأحزاب المعارضة السلطة «بالتوقف عن تحريض المؤسسة العسكرية على الأحزاب السياسية، وعلى العمل السلمي المشروع».
إلّا أنّ اللقاء شدّد على أنّ «الحوار الوطني الجاد والمسؤول هو المخرج الوحيد للأزمة الوطنية» بموجب الاتفاق السياسي الذي توصلت إليه السلطة والمعارضة في شباط 2009، وأدّى إلى تأجيل الانتخابات النيابية، وإلى اتفاق سياسي على توسيع اللامركزية.
وكان الرئيس اليمني قد اتهم أحزاب اللقاء المشترك في وقت سابق هذا الأسبوع بـ«صب الزيت على النار» في الجنوب وفي صعدة، كما اتهم هذه الأحزاب بـ«التضامن» مع دعاة انفصال الجنوب.
ودعا صالح في المناسبة نفسها دعاة الانفصال في الجنوب إلى الحوار والابتعاد عن العنف، معلناً أنّ جميع الأعلام الجنوبية التي تُرفع خلال التظاهرات ستُحرق في الأسابيع المقبلة.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)