عدن ــ الأخبارصنعاء ــ الأخبار
لم يرتب للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي استقبال شعبي ولا حتى رسمي من قبل المسؤولين المؤيدين له. مضى مباشرة بحراسة مشددة من القوات الاماراتية إلى فندق القصر، المقام الرئاسي والحكومي الموقت، في ظلّ سيطرة تنظيم «القاعدة» على حي التواهي حيث يقع القصر الرئاسي في معاشيق.

واجتمع هادي برئيس الحكومة خالد بحاح وبقائد المنطقة العسكرية الرابعة وبعض الحاضرين من رجال الدولة الغائبة، معلناً أنهم «اليوم في عدن المحررة وغداً في تعز وبعدها في صنعاء وكل مدن اليمن».
وفي وقت من المنتظر فيه أن يغادر هادي عدن إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، يمضي التحالف في محاولة تقطيع أوصال صنعاء، رغم خفوت الحملة الإعلامية المروجة لقرب إطلاق «معركة صنعاء» التي كان التحالف قد وعد ببدئها قبل عيد الأضحى. وجدد طيران العدوان في حجة قصفه على سوق وجسر شرس الرابط بين محافظتي حجة وصنعاء. وبحسب مصادر محلية، فإن الغارات التي استهدفت الجسر ودمرته بالكامل وأدت إلى قطع الطريق، استهدفت أيضاً سوق شرس القريب من الجسر. وأكدت المصادر أن ثمانية شهداء وعشرات الجرحى سقطوا في الغارات كحصيلة أولية.
يذكر أن طيران العدوان كان قد استهدف جسر شرس منتصف الشهر الجاري ودمره بصورة جزئية في غارة سقط فيها أكثر من 10 شهداء و14 جريحاً، ليأتي اليوم ويجهز عليه بشكل كامل تاركاً مئات السيارات عالقة بين صنعاء وحجة، نظراً إلى أهمية الجسر وحيويته.
في هذا الوقت، كشف مصدر عسكري في مأرب عن تفاصيل العملية النوعية التي نفذها الجيش و«اللجان الشعبية» أول من أمس، والتي أدت إلى إصابة قائد الجموعات المسلحة في المحافظة، عبد الرب الشدادي، وقتلت عدداً من مرافقيه ومن جنود الغزو الخليجي. وأوضح المصدر أن الجيش و«اللجان» تمكنت من شن هجوم على تجمع للمرتزقة وقوات الغزو أثناء اجتماع قائد الميليشيات الذي عينه هادي أخيراً قائداً للمنطقة الثالثة أدت إلى إصابة الشدادي إصابة بالغة وخطرة نقل على إثرها الى السعودية على متن طائرة مروحية. وأكد المصدر أن العملية النوعية أدت أيضاً إلى مصرع أربعة من مرافقي الشدادي وأربعة من جنود الاحتلال الخليجي، 2 سعوديان و2 إماراتيان، اضافة إلى تدمير أربع آليات عسكرية تابعة لقوات التحالف.

قُتل جنديان سعوديان وآخران إماراتيان في العملية التي قتلت الشدادي في مأرب

على الجبهة الحدودية، نفذ الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» أمس توغلاً كبيراً في مناطق الطوال والخوبة والخوجرة في جيزان ضمن عمليات نوعية مستمرة. وأشارت المصادر إلى فشل سعودي في السيطرة على وجودها هناك، في ظل فرار الجنود من المواقع بصورة غير مسبوقة، الأمر الذي ينتج منه تساقط المواقع بسرعة بيد القوات التابعة للجيش و«اللجان الشعبية» هناك.
في الوقت نفسه، لفت المصدر إلى فشل الجيش السعودي في استعادة أياً منها فيما تعتزم القوات اليمنية مواصلة الزحف باتجاه جيزان في سياق التمهيد للخطوات الاستراتيجية التي جدد زعيم «أنصار الله» الحديث عنها في خطابه الأخير وأعلن البدء في الخطوات التمهيدية لها.
وفي سياق التقدم باتجاه جيزان، أفاد مصدر في «الإعلام الحربي» بأن الجيش و«اللجان» تمكنوا خلال معارك مع جنود سعوديين ليلة أمس، من تدمير آلية سعودية غرب منطقة قمر في الخوبة. ووزع «الإعلام الحربي» مشاهد لعمليات توغل في العمق السعودي وسيطرة الجيش و«اللجان الشعبية» على مجمع القوى العسكري وقرية قمر بالكامل، وكشفت المشاهد حجم الدمار والحريق الذي لحق بالمواقع، ولا سيما الآليات العسكرية الأميركية الصنع التي شوهدت وهي محترقة ومدمرة في مناطق مختلفة من تلك المواقع.
وأكدت وزارة الدفاع اليمنية مقتل 6 جنود سعوديين بينهم ضابط وتدمير 6 آليات عسكرية ومخزن أسلحة في عمليات عدة في كل من جيزان وعسير. وبحسب وكالة «سبأ»، فإن ضابطاً وجنديين من الجيش السعودي لقوا مصرعهم أمس أيضاً في عملية قنص لوحدات القناصة في الجيش و«اللجان الشعبية» في منطقة الربوعة في ظهران عسير، إضافة إلى تدمير طقم عسكري وجرافة عسكرية وقصف موقع العش في ظهران عسير بواسطة 13 قذيفة مدفعية. وأكد المصدر أن عدداً من جنود العدو السعودي لقوا مصرعهم اليوم ودُمِّرت ثلاث آليات عسكرية سعودية في هجوم للجيش و«اللجان» تجاوز قرية قمر في الخوبة في جيزان. وأضاف المصدر أن ثلاثة جنود سعوديين لقوا مصرعهم أيضاً في استهداف الجيش و«اللجان الشعبية» لموقع جلاح العسكري في الخوبة، إضافة إلى استهداف تجمع للجنود السعوديين وآلياتهم العسكرية في موقع الرديف العسكري السعودي في جيزان، وكانت الإصابات محققة.
إلى ذلك، تبنى تنظيم «أنصار الشريعة»، ليل أول من أمس، تدمير قباب وأضرحة قبور في مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت. وتعود الأضرحة إلى علماء ورموز دين من التيار الصوفي في المحافظة، وسلاطين حكموا المدينة في القرون الماضية. وقال التنظيم في بيان إن عناصره وأبناء المنطقة، «قاموا بهدم عدد من القبور في مدينة المكلا»، شاكراً كل من سعى معه في إزالتها. وبرّر التنظيم هدم القبور بأقوال بعض العلماء والفقهاء، التي تفيد بضرورة هدم ما يُبنى على القبور.

مشاهد من هدم تنظيم «القاعدة» لأضرحة دينية في حضرموت