أيالون يتحدث عن 8 أسابيع فرصة للدبلوماسيّة... وبيريز يريد طرد طهران من الأمم المتحدةرغم التأكيد الذي أبداه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، لالتزام إدارة باراك أوباما المطلق بأمن إسرائيل، إلا أن الرسائل التي انطوت عليها زيارته للدولة العبرية كانت في اتجاهين مختلفين: الأول تجاه إيران، والثاني تجاه تل أبيب نفسها
أكد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، الالتزام الأميركي المطلق بأمن إسرائيل، مشدداً على عدم وجود أي فجوة بين بلاده وتل أبيب في ما يخص أمن الأخيرة الذي يمثّل «حجر الزاوية في العلاقات والتعاون». وشدد بايدن، خلال لقائه مع كل من الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على التزام إدارة أوباما بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تبذل مساعيها لتحقيق هذه الغاية، إضافة إلى مطالبة الجمهورية الإسلامية الالتزام بأمور أخرى «مثل وقف دعم جماعات إرهابية».
وأفادت العديد من التقارير والمصادر الإسرائيلية بأن زيارة بايدن تندرج في إطار المساعي الأميركية للحؤول دون ضربة إسرائيلية وقائية مفاجئة تأتي في الوقت الذي تسعى فيه القوى العالمية لفرض مزيد من العقوبات على طهران.
بدوره، ذكر نتنياهو أن هناك تعاوناً كبيراً بين إسرائيل والولايات المتحدة «في مواضيع ليست معروفة للجمهور». وأعرب عن تقديره للجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي لفرض عقوبات شديدة على إيران، مشيراً إلى أنه «كلما كانت العقوبات أشد وأقوى، تصبح قدرة الإيرانيين أقل على تطوير البرنامج النووي وتهديده».
وخلال لقائه بالرئيس الإسرائيلي، أكد بايدن أن جهود الإدارة الأميركية أدت إلى عزل النظام الإيراني في العالم، وأن لإيران أصدقاء أقل اليوم».
في المقابل، دعا بيريز إلى فرض «عقوبات معنوية» على إيران على أن يتضمن ذلك طردها من الأمم المتحدة. ورأى أن «العقوبات المعنوية ليست أقل أهمية من (العقوبات) الاقتصادية». وشدد على ضرورة عزل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مضيفاً أنّ «من غير الممكن استقباله في الأمم المتحدة وأن يخطو كالبطل على السجاد الأحمر في العالم».
وكرر بيريز الموقف الإسرائيلي بضرورة فرض عقوبات شديدة على إيران بواسطة مجلس الأمن الدولي واستخدام وسائل دفاعية في مواجهة احتمال شن هجوم إيراني. وقال: «يجب إحاطة إيران بغلاف من بطاريات الصواريخ الدفاعية أمام تهديد الصواريخ (الإيرانية)» انطلاقاً من أنّ «ثمة وزناً هاماً للدفاع عن النفس من أجل تقليص الخطر الإيراني».
من جهة أخرى، رأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون أنه بقي أربعة إلى ثمانية أسابيع لاختبار خيار الحوار الدبلوماسي من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني قبل فرض عقوبات عليها، واصفاً الجمهورية الإسلامية بأنها مصدر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار أيالون، أمام جمهور من الضباط والمسؤولين الحكوميين في معهد السياسة المناهضة للإرهاب في المركز المتعدد المجالات بمدينة هرتسيليا، إلى أن «الوقت لم ينفد بعد لوقف طموحات إيران النووية»، إلا أنه أضاف أن «هذا ليس الأساس».
وحذر أيالون من أن إيران قد تخرّب العقوبات عبر رفع أسعار النفط وتكاليف الطاقة للصين التي تعتمد على النفط الإيراني الخام والتي هي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، مضيفاً في الوقت نفسه أن هناك دولاً بديلة عن إيران لتزويد الصين بالطاقة مثل السعودية.
ورأى أيالون أن ردع إيران يكون عبر «موقف دبلوماسي موحّد»، لكونها «دولة كبيرة وهشة تستخدم الحرب النفسية ومبدأ فرّق تسد. لذا فإن كشف خدعتها هو السبيل الوحيد» لوقف أنشطتها النووية.

نعتقد أن الإيرانيين لن يتخلوا أبداً عن حلمهم بأن يصبحوا قوة نووية عظمى
ورأى نائب وزير الخارجية أن «إيران هي مصدر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وبرنامجها النووي ليس وسيلة، بل هو هدف بحد ذاته، إذ تريد طهران أن تكون القوة المهيمنة على الشرق الأوسط خصوصاً وعلى العالم عموماً. ويمكن رصد البصمات الإيرانية في كل مظهر من مظاهر العنف في الشرق الأوسط». وأضاف أن «إيران تدعم القوى المتطرفة في المجتمع الفلسطيني، ألا وهي حماس، وسينعكس تعزز إيران وتسلحها بصورة مباشرة تعزيزاً لقوة حماس والقوى السلبية في المنطقة على حساب القوى المعتدلة».
أما نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية سلفان شالوم فرأى أن الوقت قد حان كي يفرض مجلس الأمن الدولي «عقوبات قاسية جداً» على إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وفي ختام محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال شالوم إنه طلب منه «استعمال سلطته المعنوية والطلب إلى مجلس الأمن فرض عقوبات على إيران». وأضاف: «للأسف، تواصل إيران تطوير برنامجها النووي. نعتقد أن الإيرانيين لن يتخلوا أبداً عن حلمهم بأن يصبحوا قوة نووية عظمى». وأوضح أن «الوقت قد حان لفرض عقوبات قاسية جداً على الإيرانيين وقد طلبت بإدراج قادة الحرس الثوري الـ300 الذين يسيطرون على إيران حالياً، على اللائحة السوداء» للعقوبات.
(الأخبار، يو بي آي، أ ف ب)