أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا يوم أمس أنها شرعت في إعداد نص اتفاق سياسي معدل لطرحه على الأطراف الليبية، إضافة إلى اقتراح بأسماء حكومة وحدة وطنية، تمهيداً للتصويت على الاتفاق. ويأتي إعلان البعثة هذا رغم إعلان البرلمان الليبي في طبرق، يوم أول من أمس، رفضه الاتفاق المعدل، وإعلان سلطات طبرق، في اليوم نفسه، عملية عسكرية جديدة في بنغازي، تستهدف الحسم ضد المجموعات المسلحة الموالية لحكومة طرابلس، وبينها «أنصار الشريعة» و«الدولة الإسلامية».
فقد أعلن برلمان طبرق يوم أول من أمس رفضه للاتفاق الذي تستعجل بعثة الأمم المتحدة توقيعه في منتجع الصخيرات المغربي، وذلك قبل يوم من الموعد الذي حددته البعثة كمهلة أخيرة لتوقيع اتفاق تسوية يُفترض أن ينهي الصراع في ليبيا. وقال بيان صادر عن «اللجنة البرلمانية لمتابعة الأوضاع الطارئة» إنه «في الوقت الذي نرحب فيه باللقاء الذي عُقد بين أعضاء مجلس النواب والمقاطعين... فإن اللجنة ترى أن ما قام به الوفد المكلف يعدّ شروعاً في تنفيذ (مسودة الأمم المتحدة) قبل اعتمادها نهائياً من قبل جميع أطراف الحوار». وأوضح البيان أن مهمة وفد البرلمان إلى الصخيرات كانت «مجرد لقاء، وليس تقرير أي التزام، وعليه، فإن ما جاء في بيانه (الوفد) لا يُعتبر ملزماً لمجلس النواب»، مجدداً دعوة الوفد لمغادرة المحادثات والعودة الى ليبيا، وهو ما يعلن الوفد رفضه الوفد منذ يوم الثلاثاء الماضي. وبات البرلمان منقسماً بين أعضاء وهيئة رئاسية في طبرق، ووفد متمرد في الصخيرات، وأعضاء يقاطعون جلساته. ويعيق هذا الانقسام التوصل إلى اتفاق بين البرلمان المعترف به دولياً، والمؤتمر الوطني العام، الهيئة التشريعية للسلطات الحاكمة في العاصمة طرابلس، ينهي الحرب المستمرة بين الجانبين منذ عام. ويرفض البرلمان المسودة الأخيرة التي قدمتها الأمم المتحدة، والتي تحتوي على تعديلات وضعها المؤتمر، ويؤكد تبنيه لمسودة وُقّعت في تموز الماضي، سابقة على التعديلات.

تسعى طبرق إلى الحسم العسكري في بنغازي

من جانبها، اتهمت بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا أمس قوات الحكومة الليبية المعترف بها دولياً بالسعي إلى تقويض الحوار السياسي الهادف الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك عبر إطلاقها حملة عسكرية جديدة في مدينة بنغازي، شرق البلاد. وكان الفريق أول خليفة حفتر، قائد القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً، قد أعلن يوم أول من أمس انطلاق عملية «الحتف» في بنغازي. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن حفتر «أعطى تعليماته للطيارين ولقادة المحور الغربي بقصف أهم وآخر معاقل» الجماعات التي تقاتل قواته في بنغازي، وبينها جماعة «أنصار الشريعة» القريبة من تنظيم القاعدة، وتنظيم «الدولة الإسلامية»، ومجموعات أخرى موالية لسلطات طرابلس. وأوضحت الوكالة أن العملية تأتي «تمهيداً لتَقدم القوات البرية في الجيش الليبي، (التي أُعطيت الأوامر) لحسم المعركة البرية في المدينة» التي تشهد معارك متواصلة بين قوات الحكومة والجماعات المسلحة منذ نحو عام ونصف عام.
ودانت بعثة الأمم المتحدة «التصعيد العسكري في بنغازي... حيث يهدف توقيت الضربات الجوية، بشكل واضح، الى تقويض الجهود المستمرة لإنهاء الصراع، في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات الى مرحلة نهائية وحرجة». ودعت البعثة إلى «الوقف الفوري للاقتتال في بنغازي وفي جميع أنحاء ليبيا»، وإلى «ممارسة أكبر قدر من ضبط النفسن لإعطاء الحوار الجاري في الصخيرات فرصة لأن يُختتم بنجاح خلال الساعات القادمة». وللمزيد من الوضوح حول هوية من يعارض الحسم ضد المجموعات الإسلامية المسلحة وحلفائها، دان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتركيا والمغرب، في بيان منفصل، «تجدد القتال والغارات الجوية ضد السكان المدنيين في بنغازي».

(الأخبار، أ ف ب)