لأول مرة منذ أكثر من عام يتحدث وزير الدفاع الروسي مع نظيره الأميركي، وناقش الطرفان إيجاد آليات تمنع «الصدام» بينهما في سوريا. وبعد أن أعربت واشنطن عن أملها بإجراء محادثات عسكرية بين الطرفين بشأن سوريا أبدت موسكو موافقتها.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إنّ وزيري الدفاع آشتون كارتر وسيرغي شويغو ناقشا لأول مرة منذ ما يزيد على عام الحرب في سوريا، و«اتفق الوزيران على زيادة المناقشات لإيجاد آليات بغرض تفادي الصدام في سوريا والتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية». وأضافت أن الاتصال الهاتفي بين الوزيرين استمر لنحو 50 دقيقة.
بدوره، أفاد الإعلام الرسمي الروسي نقلاً عن وزارة الدفاع بأنّ «المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن سوريا تظهر أن هناك التقاءً في وجهات النظر بين البلدين بشأن معظم الموضوعات التي نوقشت».
إلى ذلك، أفادت وزارة الخارجية الروسية أيضاً بأنها مستعدة لإجراء محادثات مع أميركا بشأن سوريا، بعدما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن البيت الأبيض يأمل إجراء محادثات عسكرية بين البلدين في أقرب وقت. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: «لم نرفض الحوار مع الولايات المتحدة مطلقاً... نحن منفتحون على الحوار الآن بشأن كل المسائل محل الاهتمام المشترك بما في ذلك سوريا».
وقال كيري، أمس، إن الرئيس باراك أوباما يعتقد أن المحادثات العسكرية مع روسيا بشأن سوريا خطوة تالية مهمة ويأمل أن تنعقد قريباً. وأضاف أنّ «تركيزنا ما زال ينصب على قتال داعش وأيضاً على التسوية السياسية في سوريا التي نعتقد أنه لا يمكن تحقيقها مع وجود (الرئيس بشار) الأسد لفترة طويلة».
في السياق، أعلن السفير الروسي في بيروت، ألكسندر زاسبكين، أنّ لدى الرئيس فلاديمير بوتين مبادرة لحلّ الأزمة في سوريا. وأشار، في مقابلة تلفزيونية، إلى أن «المبادرة تتضمن ثلاث مراحل تبدأ بتوحيد جميع الأطراف لضرب تنظيم داعش في سوريا تحضيراً للاتفاق السياسي لحل الأزمة».
وأردف، أن «المرحلة الثانية تدعو القوى الإقليمية والدولية المؤثرة للضغط على المجموعات المسلحة من أجل قبول الحل السياسي... بينما تقتضي المرحلة الثالثة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لوقف تمويل المجموعات المسلحة ومنع عبور المسلحين عبر حدود الدول المجاورة لسوريا».
ولفت إلى أن «بوتين سيطرح هذه المبادرة خلال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر أيلول الجاري»، مشيراً إلى أن «بوتين سيقدم مبادرة لتشكيل جبهة لمواجهة الإرهاب تشمل جميع الأطراف الإقليمية بما فيها دول الخليج خلال اجتماع مجلس الأمن في 30 الشهر الجاري».
(الأخبار، رويترز)