شهدت الساعات الماضية حملة استنكار دولية للاعتداء الإسرائيلي على سفن كسر الحصار. الاستنكار جاء حتى من أصدقاء الدولة العبرية، باستثناء الولايات المتحدة، التي «تحقّق في الملابسات».ودعا الاتحاد الأوروبي إلى التحقيق في سقوط القتلى وحثّ إسرائيل على السماح بحرية تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع. وطالب متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «بتحقيق شامل في ملابسات ما حدث». ودعا إلى «فتح فوري ودائم وغير مشروط للمعبر لكي تتدفق المساعدات الإنسانية والسلع التجارية والأشخاص من وإلى غزة».
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنّ «مبعوثي الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي دعوا الى اجتماع خاص في بروكسل».
من جهتها، قالت الولايات المتحدة إنّها تشعر بأسف بالغ لسقوط قتلى ومصابين. وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض، وليام بيرتون، إلى أن بلاده «تعمل حالياً على معرفة الملابسات المحيطة بهذه المأساة».
في المقابل، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء تحقيق واف في ما حصل، وعبّر عن صدمته لمقتل أكثر من عشرة أشخاص في الواقعة.
ردود الفعل العملية جاءت أولاً من اليونان، حيث طلب وزير الدفاع ايفانغيلوس فينيزيلوس من هيئة أركان سلاح الجو وضع حد لتدريب جوي مشترك يوناني إسرائيلي كان جارياً منذ الثلاثاء في جزيرة كريت. كما أعلنت وزارة الخارجية اليونانية إلغاء زيارة لقائد أركان سلاح الجو الإسرائيلي كانت مقررة اليوم. واستدعى مساعد الوزير للشؤون الخارجية ديمتريس دروتساس صباح أمس السفير الإسرائيلي في اليونان علي يحيى، وطلب منه «معلومات رسمية بشأن عمليات الجيش الإسرائيلي ضد الأسطول المتوجّه الى غزة».
وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد أعرب عن «صدمته العميقة» حيال الهجوم، مؤكداً أن «لا شيء يبرر استخدام مثل هذا العنف». وأوضحت الوزارة أنّها استدعت السفير الإسرائيلي لطلب توضيحات.
ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من جهته «الاستخدام غير المتكافئ للقوة»، مطالباً بـ«إلقاء الضوء كاملاً على هذه المأساة».
ووصفت روسيا الهجوم الإسرائيلي على الأسطول الإنساني بأنّه «انتهاك سافر». كما أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهلم أنّ الهجوم «يبدو غير متكافئ»، في انتقاد نادر من برلين لإسرائيل. وقال فيلهلم إنّ «الحكومات الألمانية لطالما اعترفت بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن هذا الحق يجب أن يبقى ضمن إطار رد متكافئ».
من جهتها، وصفت السويد الهجوم الإسرائيلي بأنّه «غير مقبول بتاتاً» واستدعت السفير الإسرائلي لطلب توضيحات. وكذلك فعلت الدنمارك وإسبانيا وإيطاليا.
أما بريطانيا، فقد شجبت وقوع خسائر في الأرواح، ودعت حكومة تل أبيب إلى فتح جميع المعابر أمام المساعدات للدخول إلى القطاع. وقال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، في بيان، إن إغلاق غزة «مرفوض وغير مثمر»، وإنّ الحادث «يؤكد ضرورة رفع القيود المفروضة على الوصول إلى القطاع تمشياً مع قرار مجلس الأمن 1860».
وتظاهر أمس أكثر من ألف شخص أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني احتجاجاً على ما حصل.
من جهته، ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالهجوم الإسرائيلي. وقال إنّه «غير إنساني ويسهم في زوال كيان الاحتلال».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)