بعد استقالة خمس مذيعات من المحطة القطرية، تردّدت أنباء قوية عن تهميش أحمد الشيخ وأيمن جاب الله المتّهم بـ «التحرّش اللفظي»
بينما كان إعلاميّو قناة «الجزيرة» في الدوحة منكبّين على متابعة آخر الأخبار المحزنة عن قصف سفينة الحرية أمس، كانت أعينهم تراقب بحذر مكتبي رئيس التحرير ونائبه المُغلقَين في «ظرف حسّاس». في كواليس القناة، كان هؤلاء يتهامسون ويتناقلون أخباراً «قويّة» عن نقل رئيس التحرير أحمد الشيخ من منصبه، وتحويله إلى منصب هامشي هو مستشار رئيس مجلس الإدارة للقناة، إضافةً إلى نقل نائب رئيس التحرير أيمن جاب الله ليتسلّم إدارة قناة «الجزيرة مباشر». علماً بأنّ أحمد الشيخ يُعدّ الذراع اليمنى للمدير العام للقناة وضّاح خنفر، وهو الأمر الذي عدّته إحدى المذيعات في المحطة تهميشاً لخنفر. وتأتي هذه الخطوة بعد استقالة خمس مذيعات من «الجزيرة» (جمانة نمّور ولينا زهر الدين وجلنار موسى ولونا الشبل ونوفر عفلي) احتجاجاً على ما وصفنه بـ«تحرشات لفظية متكرّرة» من قبل جاب الله.
وفي وقت رفض فيه مسؤولو القناة تأكيد الخبر رسمياً، قال إعلاميّون فيها إنّ «بورصة الأسماء» المرشحة لخلافة أحمد الشيخ بدأت بالتصاعد سريعاً، وطرحت العديد من الأسماء في الكواليس، من دون أن يتبيّن اليقين حتى مساء أمس. وفي حال تأكيد هذا الخبر، فإنّ نقل أحمد الشيخ وأيمن جاب الله من منصبيهما، قد يضع نهايةً لأزمة طويلة نشبت كاللهيب في استديوهات القناة، وكانت مرجّحة للتصعيد المتواصل. وعلمت «الأخبار» من مصادر موثوق بها أنّ الإعلاميات الخمس المستقيلات يفكّرن جدياً في اللجوء إلى القضاء، ورفع دعوى ضد أيمن جاب الله بتهمة «التحرش اللفظي»، كردّ أوّلي على قبول القناة استقالاتهن ببرودة واستهتار.
وقبل الوصول إلى تقديم الاستقالات خطيّاً قبل أكثر من أسبوع لمدير القناة وضّاح خنفر، أسرّت إحدى المذيعات لـ «الأخبار» أنّها وزميلاتها سئمن «الاستفزازات المتكرّرة لأيمن جاب الله، الذي يضايقهن بتحرّشات لفظية وتعليقات ساخرة على ملابسهن غير المحتشمة في نظره».
وعلمت «الأخبار» أنّ المذيعات الخمس قرّرن شن حملة «توعية» بين زميلاتهن، ما قد يؤدي إلى دفع مذيعات أخريات إلى تقديم استقالاتهن، والتفكير في أدوات تصعيد أخرى لـ «إنصافهن» وفرض منطقهن على إدارة القناة.
ويتساءل العاملون في«الجزيرة» ما إذا كان «صيف المحطة سيكون رجَالياً»، بعدما قبلت الإدارة استقالة خمس مذيعات دفعةً واحدةً، وخصوصاً أنّ مضيّ خديجة بن قنة وليلى الشيخلي في خيار «الطلاق» يبقى وارداً جداً. علماً بأنّهما اكتفتا لغاية الآن بـ«إيداع شكوى خطية»، لأنّ «قبول بن قنة والشيخلي استئناف العمل، بعد قبول استقالات زميلاتهما، سيضعهما في موقف محرج أمامهنّ، ويمس بصدقيّتهما في التضامن مع المذيعات الخمس» على حدّ تعليق أحد الإعلاميين في القناة.
وفي انتظار اتخاذ المذيعات المستقيلات قراراً برفع الدعوى القضائية، فضّلن جميعاً «الصمت»، وعدم الإدلاء بأيّ تصريح رسمي لوسائل الإعلام في الوقت الراهن، في انتظار ما قد يصدر عن رئيس مجلس إدارة القناة حمد بن ثامر شخصيّاً. ويرجَّح أن يتدخل هذا الأخير لوضع حد لزوبعة تهدّد استقرار أكبر فضائية عربية، تترصّد لها باقي الفضائيات، للظفر بصفقة المذيعات المستقيلات، بينما ترفع إدارة «الجزيرة» حالياً شعار «لا أحد خالد في منصبه... والقناة أكبر من موظفيها»!
(الأخبار)