صعّدت الحكومة العراقية من لهجتها تجاه دول الجوار، من باب الماء هذه المرة. اتهام إعلامي حكومي لسوريا ودول الخليج وتركيا بشن حرب مائية لحرمان العراق مياه نهر دجلة
بغداد ــ الأخبار
وجّه العراق، أمس، اتهامات شديدة اللهجة إلى دول الجوار العربية، إضافةً إلى تركيا، متّهماً إياها بشن حرب مائيّة على العراق، سوريا رأس الحربة فيها. وجاء في تقرير بثته القناة الفضائية الحكومية «العراقية» أن «نهر دجلة دخل منطقة الخطر والخوف من الجفاف بسبب المشاريع التي تنفّذ في الجارة سوريا، بدعم من الجارة الكويت، والهدف هو تجفيف مياه دجلة المار في العراق». وتابع «يبدو أن أزمة الطيران أخذت مكانها أزمة المياه، وربما يأتي هذا كله ضمن الضغوط السياسية على العراق الجديد، وإضعافه بين جيرانه».
وبحسب التقرير نفسه، فإنّ «مشايخ الخليج يقدّمون مليارات من واردات البترول لنجاح هذه الحرب ضد العراق، التي تهدف إلى تحويل بلاد النهرين إلى صحراء تشبه صحاريهم».
وأشار التقرير إلى أنّ «دول الجوار تجتمع على شن حرب جديدة على العراق، وسوريا هي رأس الحربة فيها، وهذه المرة من خلال تجفيف نهر دجلة الذي يمر بمسافة 50 كيلومتراً في أراضيها، قبل دخوله العراق، وهو ما يعادل أقل من 1 في المئة من طول النهر».
ولفت التقرير إلى أنه «بعد الفرات الذي أوشك على الجفاف بسبب السدود السورية والتركية، يعمل البلدان الجاران على تغيير مسار نهر دجلة باتجاه الأراضي السورية، عن طريق إنشاء محطة ضخ كبيرة، وشق قنوات رئيسة وفرعية، وأنفاق منه إلى نهر الخابور، في محافظة الحسكة السورية». وفي مزيد من تصعيد اللهجة ضد دمشق، أوضح التقرير الحكومي أنّ سوريا، «التي تعادل موازنتها السنوية 10 في المئة من موازنة العراق، لا تقوى على تمويل مشروع كهذا، ولا تركيا التي تعتمد في معظم الأحيان على الدعم الأوروبي».
ووفق ما جاء في التقرير، «تؤكّد المعلومات أنّ العمل في المشروع قد بدأ، لكنه لم يصل إلى مرحلة تحويل المياه، المخطَّط لها أن توفّر المياه لعشرات المدن والقرى في محافظة الحسكة لريّ أكثر من 170 ألف هكتار من الأراضي الزراعية».
وقالت فضائية «العراقية» إنّ هذه «الحرب» تُعدّ «تتويجاً لتحسّن العلاقات السورية ـــــ التركية، وربما تدخل ضمن الوساطة التركية لتوقيع معاهدة سلام بين السوريين والإسرائيليين، الذين يحتلون الجولان السورية منذ عقود». وأضافت «في المقابل، فإن تحويل مياه دجلة سيسبّب فقدان العراق حصته من مياه النهر، التي تشهد تدنياً منذ سنوات، ولا سيّما أنّ الإيرانيين غيّروا مسار الروافد التي تصب فيه، والآتية من أراضيهم، كما أن ذلك سيلحق أضراراً كبيرة بالواقعين البيئي والزراعي في العراق، ويُتوقع أن تفقد محافظات الوسط والجنوب حصتها المائية نهائياً».
ونقلت الفضائية العراقية عن دراسات تأكيدها أنّ دجلة قد يجفّ «خلال الـ 25 سنة المقبلة، بسبب التغييرات المناخية والاحتباس الحراري، ولكن الإجراءات السورية ـــــ التركية ـــــ الخليجية قد تختصر هذه المدّة أكثر من ذلك». وأوضحت أنّ السوريين «لم يردّوا حتى الآن على الدعوات التي وجّهتها إليهم بغداد للاجتماع وتدارس الوضع».
يُذكَر أنّ المسؤولين الأتراك تعهّدوا مراراً لحكام بغداد، في مقدّمتهم رئيس الحكومة نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، استعداهم لزيادة حصص العراق المائية، ووافقوا على زيادة منسوب مياه الفرات إلى ما متوسطه 550 متراً مكعّباً في الثانية، لمساعدته في أزمة الجفاف التي يمر بها.