خاص بالموقع- يقول جمال البيوك قائد إحدى الفرق الموسيقية إنه وأعضاء فرقته لن يجازفوا بالعزف في قطاع غزة بعد الآن، بعدما هدد متشددون إسلاميون بقتلهم خلال حفل زفاف. وكان أعضاء الفرقة قد انتهوا لتوهم من إحياء حفل شرق خان يونس عندما اقتحمه متشددون مسلحون وأضرموا النيران في آلات موسيقية تقدر قيمتها بنحو 40 ألف دولار وأطلقوا الرصاص بين أرجل أعضاء الفرقة. وقال البيوك: «قال مسلح لزميله: لا تطلق النار بين الأرجل أطلق عليها». وأضاف البيوك في متجره من غزة حيث يصلح الآلات الموسيقية ويستأجر أنظمة صوت: «قال لي مسلح آخر: استعد للموت أيها الكافر الفاسق».
وأوضح البيوك أن عدة مغنين وأعضاء فرق أخرين ضربوا على أيدي جهاديين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، يحرِّمون موسيقاهم، وتوقع أن تحدث هجمات أخرى مع بدء فصل الصيف، وعقد السكان حفلات الزفاف وغيرها من الحفلات.
وقال: «أشعر بالخوف، وغير متفائل، لكنني سأواصل، لأن هناك 20 أسرة تعيش من عملي».
وبينما تجد إسرائيل «حماس» قوة عدائية أصولية خطيرة، فإن الحركة لا تُعَدّ إسلامية بما يكفي في نظر جماعات متشددة صعّدت هجماتها في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، مستهدفة قوات الأمن التابعة لـ«حماس» ومكاتبها.
وتتهم «حماس» المتشددين بمهاجمة حفلات الزفاف والمواقع المسيحية ومقاهي الإنترنت ومحال تصفيف الشعر النسائية، فيما تنفي الجماعات هذه الاتهامات.
ويوم الأحد الماضي هاجم مسلحون ملثمون معسكراً صيفياً للأطفال تديره الأمم المتحدة بعدما اتهم متشددون إسلاميون المنظمة الدولية بإشاعة الفسق بين الشباب المسلم في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس» المقالة، إيهاب الغصين، إن أجهزة الأمن انتهت من وضع خطة لتوفير الحماية الأمنية للأماكن العامة التي يتوجه إليها السكان للاستمتاع بالعطلات الصيفية، ومن بينها المطاعم والشواطئ.
وأوضح أن عدداً من المشتبه فيهم احتُجزوا بسبب الهجوم على معسكر الأمم المتحدة، لكنه لم يقدم تفاصيل عن الجماعات التي ينتمون إليها.
ويقول محللون إن الجماعات التي تستلهم نهج القاعدة تمثل تحدياً صريحاً لحكم «حماس» في غزة، مشيرين إلى أن «حماس» تحصد ما زرعته يداها، إذ إن الكثيرين من الأعضاء الحاليين في الفصائل السلفية الجهادية كانوا يوماً ما نشطاء مدربين في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة.
ويقدر المحللون عدد المؤمنين بأفكار القاعدة بالمئات أو الآلاف. لكن الغصين يؤكد أنهم لا يتعدون بضع عشرات.
ويرى المحلل السياسي طلال عوكل، أن العدد آخذ في الزيادة نتيجة البيئة الإسلامية التي تشجعها «حماس».
وأوضح عوكل أن «حماس» لن تسمح لهذه الجماعات بأن تتجاوز الخطوط الحمراء. وأضاف: «رأينا جميعاً كيف تدخلت حماس عسكرياً وبقوة عندما تحدتها إحدى الجماعات، وحاولت إعلان إمارة لها في غزة»، مشيراً إلى الاشتباكات بين قوات الأمن لتابعة للحكومة الفلسطينية المقالة ومسلحين من «جند أنصار الله»، قبل عامين.
من جهته، قال المتحدث باسم حركة«فتح»، أحمد عساف، إن من الواضح أن محاولة «حماس» تصوير نفسها بأنها الحركة الإسلامية الحقيقية الوحيدة قد أتى بنتائج عكسية. وقال إن «حماس» نشّأت أعضاءها على الاعتقاد بأن «فتح» والحركات الأخرى علمانيون وكفرة، والآن تدفع حماس ثمن تحريضها.
أما الخبير الإسرائيلي في مكافحة الإرهاب، بوعاز جانور، فرأى أنه كلما زادت قوة هذه الجماعات، زاد تهديدها لحكم «حماس»، وأنه كلما زادت رغبة «حماس» في الحصول على الشرعية الدولية، زادت انتقادات هذه الجماعات.
وأضاف: «أن يكون هناك عنصر لا يلتزم بتوجيهات حماس وسياستها، عنصر يؤيد الجهاد العالمي، أمر يقوض مفاتحات حماس للمجتمع الدولي».
وخلص جانور إلى القول: «إذا ما اعتبر أن حماس تغض الطرف عن هؤلاء العناصر أو تتعاون معهم، فسيلحق هذا بها خسائر فادحة».
(رويترز)