تشير الصورة إلى أنّ إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو سجّلا، في الأيام الماضية، انتصارين كبيرين: إسرائيل انتصرت على العالم كله، عندما قُبلَت في «منظمة التعاون الدولي والتنمية الاقتصادية». أمّا نتنياهو، فقد «كسر» باراك أوباما
باريس ــ بسام الطيارة
القدس المحتلة ــ الأخبار
كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال، خلال محادثات مغلقة مع مسؤولين رفيعي المستوى في حكومته، إنه انتصر على الإدارة الاميركية، وإنّ يده، في نهاية النزال بينه وبين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، كانت هي الأقوى.
وأوضح نتنياهو، بحسب «معاريف»، أنّ انتصاره تجسّد في عدم نجاح الأميركيّين في إخضاعه (في مسألة المستوطنات)، ولكونه لم يتنازل عن «الخطوط الحمراء». وكنتيجة لهذا الانتصار، يرى نتنياهو أنه لن يكون مضطراً إلى تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني التي تنتهي في نهاية أيلول المقبل.
وكما هو متوقَّع، لا يرى نتنياهو مصلحة في تبنّي تقارير إعلامية مماثلة، وخصوصاً عشية لقائه بأوباما في البيت الأبيض الأربعاء المقبل. لذلك، نفى مكتبه «بشدة» ما نشرته «معاريف»، ورأى أنّ «الأقوال المنسوبة إلى رئيس الوزراء، غير صحيحة»، وأنها «لم تصدر عن نتنياهو في أيّ مناسبة».
وفي السياق، أشارت «معاريف» إلى أنّ دعوة نتنياهو للقاء أوباما، تُعدّ تعبيراً عن «تغيير متطرّف في النهج من جانب البيت الأبيض لمصلحته». ونقلت عن مصادر سياسية قولها إنّ اللقاء المرتقب يمثّل «ذروة حملة لمصلحة إسرائيل واليهود تقودها إدارة أوباما في الأسابيع الأخيرة»، وهو ما سيضع حداً للأزمة التي نشبت بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي على خلفية استمرار البناء في شرقي القدس المحتلة.
وعن أسباب هذا التغيير، رأت الصحيفة أنه يعود إلى رغبة مساعدي أوباما في إصلاح الوضع مع يهود أميركا، والخوف من الفشل في الانتخابات المقبلة للكونغرس في تشرين الثاني المقبل. وتأكيداً على ذلك، نقلت «معاريف» عن مصدر في واشنطن تشديده على أنّ «صندوق الحزب الديموقراطي فارغ». حتى إنّ عدداً من أعضاء الكونغرس ومن السناتورات الديموقراطيين، اشتكوا من أنه إذا استمر «الخازوق» على إسرائيل، فإنهم لن يتلقّوا التبرعات من اليهود، وهو ما من شأنه أن يجعلهم يخسرون المعركة.
ونتيجةً لذلك، توقعت الصحيفة العبرية أن يُقابَل نتنياهو بمعاملة «حارة» في البيت الأبيض، وأن يحظى لقاؤه مع الرئيس الأميركي بتغطية إعلامية واسعة.
في هذا الوقت، كان نتنياهو يحل ضيفاً على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للاحتفاء بقبول إسرائيل في «منظمة التعاون الدولي والتنمية الاقتصادية»، التي تتخذ من باريس مقراً لها، والتي تضم أكبر الاقتصادات في العالم. غداء عمل مع ساركوزي، انتقل بعدها «بيبي» إلى مقر المنظمة، حيث ألقى كلمة «اقتصادية»، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، الرئيس الحالي للمنظمة.
ومحا قبول الدولة العبرية في المنظمة، كل مفاعيل «تقرير غولدستون» بالنسبة إلى الكشف عن حقيقة صورة إسرائيل في الخارج؛ فلم تنجح احتجاجات السلطة الفلسطينة، ولا محاولات المنظمات الناشطة في لفت الانتباه إلى أن قبول الدولة العبرية في هذه المنظمة الدولية، وإن كان مبنيّاً على «قواعد اقتصادية بحتة»، وفق تعابير المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، هو نوع من احتضان دولة محتلة للأراضي العربية. قبول يضرب بعرض الحائط حقيقة أنّ المجتمع الدولي لا يعترف بضم دولة الاحتلال للقدس ولا للجولان، ويستنكر «يومياً» عمليات بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، ونقل مستوطنين جُدد إليها، وضم «نتاج استغلالها لهذه الأراضي في إحصائياتها العامة». لم تعترض أيّ من الدول الثلاثين للمنظمة، على عضوية الدولة العبرية، رغم أنّ دولاً أخرى متقدّمة صناعياً، لا تزال تنتظر انضمامها، وتتعرّض لـ«أنواع متعددة من الفيتو، ولأسباب خاصة بكل دولة»، بحسب تصريح مصدر في المنظمة لـ«الأخبار». ويتابع المصدر قوله «كان يكفي مثلاً أن تقول تركيا لا، ولكنها لم تفعل». ويبرّر كثر تمنّع تركيا عن رفض عضوية إسرائيل، بالضغوط الأميركية والأوروبية الممارسة عليها، وبحجة عدم «تضييق الخناق السياسي على نتنياهو».
في هذه الأثناء، كان الداخل الفلسطيني في الضفة الغربية، مشغولاً بتقديم المستشار الأمني الأميركي لدى سلطة الرئيس محمود عباس، الجنرال كيث دايتون (61 عاماً)، طلب التقاعد، بعدما أمضى 5 سنوات في منصبه. وينتظر طلبه موافقة وزير الدفاع روبرت غيتس، الذي سبق أن طلب من دايتون تمديد فترة عمله.