يبدو أن الإدارة الأميركية، في ظل عدم التوصل إلى قرار بفرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن، قد اعتمدت الخط الموازي ومحاولة توسيع المقاطعة الاقتصادية في منحى لفرض عقوبات من جانب واحد حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى من فرض عقوبات أحادية الجانب على إيران بسبب برنامجها النووي. وتزامن هذا التحذير مع بدء إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، إقناع شركات غربية بعدم التعامل مع إيران. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن لافروف قوله إن الدول التي تواجه عقوبات من مجلس الأمن «لا تستطيع تحت أيّ ظرف أن تخضع لعقوبات من جانب واحد تفرضها حكومة أو أخرى متجاوزة مجلس الأمن. موقف الولايات المتحدة اليوم لا يكشف عن فهم لهذه الحقيقة الواضحة تماماً». وأضاف لافروف، متحدثاً إلى أعضاء في المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي، إنّ الولايات المتحدة ترغب في ألّا ترى أن القانون الدولي يتفوّق على القوانين الوطنية، مضيفاً «نواجه الآن هذه المشكلة أثناء مناقشة قرار جديد من مجلس الأمن عن إيران».
وفي وقت لاحق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك اوباما والرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، اتفقا خلال اتصال هاتفي على إصدار توجيهات للمفاوضين من البلدين بتعزيز الجهود تجاه إقرار عقوبات جديدة ضد إيران.
وجاء تحذير لافروف عشية بدء الرئيس البرازيلي، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، محادثات مع المسؤولين الروس في موسكو.
نجاد: الشعب الأميركي والشعوب الأوروبية أصبحت تعلّق أملها على إيران
وذكرت «انترفاكس» أن الرئيس البرازيلي سيبحث كيفية إحياء اتفاق تبادل الوقود النووي المتعثّر بين إيران والغرب، قبل أن يتوجه إلى طهران بعد غد الأحد. وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، إنّ تركيا لا تزال تدرس مسألة توجّه رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، إلى إيران لإجراء محادثات مشتركة مع الرئيس البرازيلي، بشأن برنامج ايران النووي.
وقال أوغلو، لتلفزيون «هبرتورك»، إنّ قرار أنقرة سيتوقف على نتيجة اتصالات بين إيران ومسؤولين غربيّين، بينها مكالمة هاتفية من المقرر أن تجريها وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، مع مسؤولين إيرانيين. ورجّح أن تكون تركيا هي مكان عقد اللقاء إذا جرى التوصل إلى اتفاق.
في المقابل، تقود إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، حملة واسعة خلف الكواليس لإقناع الشركات الأجنبية بأنّ التعامل مع إيران، أصبح محفوفاً بمخاطر سياسية كبيرة، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» في تقرير عن هذا الموضوع.
وأفادت الوكالة أنّ الولايات المتحدة، التي تضغط وحلفاءها بقوة لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، أرسلت بعيداً عن الأنظار العامة مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة المال إلى عواصم أجنبية عدة، لإجراء محادثات مع حكومات ومسؤولين لدى جهات تنظيمية مالية ومصارف بشأن مقاطعة إيران.
وقالت الوكالة إنّ «وكيل وزارة الخزانة الأميركية للاستخبارات المالية ومكافحة الإرهاب، ستيوارت ليفي، يحمل معلومات استخبارية أميركية عن سيطرة الحرس الثوري الإيراني القويّ على قطاع متنام من الاقتصاد الإيراني، وتأسيسه شركات وهمية تكون مجرد واجهة في محاولة لتفادي العقوبات».
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إن الشعب الأميركي والشعوب الأوروبية أصابها اليأس والإحباط من قادتها وأصبحت تعلّق أملها على إيران. وأضاف، خلال زيارة لجنوب البلاد، إنّ «إيران لم تعد مجرد بلد أو حكومة بل أصبحت متّكأً ومنطلقاً لجميع شعوب العالم، وإنّ نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو اليوم ملجأ لدعاة الحق في العالم».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)