لا يوفّر المسؤولون الإسرائيليون فرصة لتأكيد رفضهم وقف الاستيطان في القدس المحتلة أو هدم منازل أهلها، رغم انطلاق المفاوضات غير المباشرة والتحذيرات الأميركية التي أعقبتها، وهو ما أثار حنق وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك

الاحتلال يناكف واشنطن: تهويد القدس مستمرّ



علي حيدر
دافع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن سياسة هدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية، منتقداً سلطة الرئيس محمود عباس على المواقف التي رأت فيها أن هذه الأفعال الإسرائيلية ستؤثر سلباً على المفاوضات غير المباشرة. وتذرع ليبرمان بتطبيق القانون لتبرير موقفه، مشيراً الى أن «هناك قانوناً واحداً في إسرائيل ونحن لا نستطيع ألا أن نستجيب لقرارات المؤسسة القضائية». ورأى ليبرمان، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، أن إسرائيل قدمت الكثير من مبادرات حسن النية تجاه الفلسطينيين، لافتاً إلى أنها تلقت في المقابل ارتفاع معدل «العمليات الإرهابية» وتسمية الشوارع بأسماء مناضلين فلسطينيين «يحيى عياش ودلال المغربي»، إضافة الى «محاولات التحريض في الساحة الدولية». وكرر ليبرمان القول إن محمود عباس «اتصل بنا شخصياً ومارس ضغوطاً لمواصلة العملية العسكرية لإسقاط حركة حماس»، في إشارة الى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مطلع العام الماضي.
وعبر وزير الخارجية عن عدم اكتراثه بموقف رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، بشأن إقامة دولة فلسطينية من جانب واحد في حال عدم التوصل الى اتفاق تسوية، معتبراً أن «هذه التصريحات هي للاستهلاك المحلي» يريد منها فياض «بناء قوته السياسية المستقلة»، لكونه يمتلك «طموحات سياسية».
وشكك ليبرمان بجدية فياض في إقدامه على خطوة إعلان الدولة من جانب واحد. ودعاه الى أن يكف عن مثل هذه التصريحات، وخصوصاً أنه «يعلم أكثر مني ومنك بأنه الخاسر من إجراء كهذا». لكنه عاد وهدد بأن لدى إسرائيل «مستودعاً كبيراً» من الخطوات التي قد تقدم عليها من جانب واحد.
وعبّر ليبرمان عن شعوره بالاعتزاز جراء التهديد السوري والمصري بمقاطعة مؤتمر دول البحر المتوسط إذا شارك فيه بنفسه. ورأى أنه لو تم تجاهله «لشعرت بأن شيئاً ما ليس على ما يرام».
ووصف ليبرمان لقاء الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في دمشق بأنه «خطوة سلبية للغاية»، لكنه أشار إلى أنه «لا جديد في ذلك... فقد زار (مشعل) موسكو والتقى وزير الخارجية (سيرغي) لافروف أيضاً».
كذلك أثارت دعوة الرئيسين الروسي والتركي ميدفيديف وعبد الله غول الى إشراك «حماس» في العملية السياسية، غضب الخارجية الإسرائيلية التي أصدرت بياناً وصفت فيه «حماس» بأنها «منظمة إرهابية بكل ما للكلمة من معنى، اتخذت لنفسها هدفاً هو تدمير دولة إسرائيل». وأضاف البيان إن إسرائيل «لا ترى أي فارق بين إرهاب حماس المستخدم ضد إسرائيل وبين إرهاب الشيشان المستخدم ضد روسيا».
وفي مؤشّر على الإمعان في سياسة تهويد القدس، أعلن وزير الداخلية الإسرائيلي، إيلي يشاي، لصحيفة «يوم ليوم»، الناطقة باسم حزب «شاس» الديني، أن لجنة التخطيط والبناء في القدس ستعقد اجتماعاً في أسرع وقت ممكن، لإطلاق أعمال البناء في رامات شلومو. وأشار يشاي الى أن «هذه المحادثات لن تجرى خلال زيارات مسؤولين أميركيين لإسرائيل»، إلا أن «الحكومة الإسرائيلية لم ولن تتراجع أمام الولايات المتحدة وستواصل أعمال البناء في كل أنحاء القدس».
وفي الإطار نفسه، رأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أن موقف يشاي ليس شخصياً وإنما «يعكس الموقف الرسمي للحكومة»، مؤكداً أن «لا أحد يمكنه أن يوقف البناء في القدس».
بدوره، أكد نائب رئيس الحكومة، وزير الشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، كلام نتنياهو بأن القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الإسرائيلية. وأن أي حديث عن تقسيمها هو مجرد «سراب».
ورداً على هذه المواقف، حذر وزير الدفاع إيهود باراك من التصريحات التي وصفها بالاستفزازية، مشيراً الى أن المرحلة الحالية «هي مرحلة حساسة جداً». ولفت الى أن هذه المواقف قد تلحق ضرراً بالعملية السياسية و«تمسّ بمصالح إسرائيل مع الولايات المتحدة والعالمً»، موضحاً أنها قد تؤدي الى تحميل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات غير المباشرة. ودعا المسؤولين الإسرائيليين الى «التصرف بمسؤولية والامتناع عن إطلاق تصريحات منفلتة واستفزازية».
ولم يتأخر وزير الأمن الداخلي، إسحاق أهارونوفيتش، من حزب «يسرائيل بيتنا»، في محاكاة وزير الدفاع بالقول «من المحزن مشاهدة جهات سياسية تستغل سلطة القانون لألاعيب سياسية رخيصة». إلا أن المواقف التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون تركت أصداء سريعة في واشنطن، حيث قالت مصادر أميركية لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، «نحن ندعو الطرفين الى الامتناع عن نشاطات استفزازية في القدس». وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لن تتردد في تحميل أي طرف المسؤولية عن إفشال محادثات التقارب. كما أوضحت مصادر في إدارة أوباما أن أي خطوات تستهدف المحادثات «لن تدفع الإدارة الى التراجع عن تصميمها في دفع المحادثات».
ولفت موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني الى أن المسؤولين في واشنطن يقولون إن «سياستنا لا تزال كما هي» تجاه القدس، التي ينبغي أن تحدد مكانتها خلال المفاوضات بين الطرفين حول قضايا الوضع النهائي. ولفت موقع «يديعوت» الى أن بلدية القدس لم تنفذ أوامر هدم في الأحياء العربية في شرق المدينة المحتلة، بسبب الوضع السياسي الحساس ونتيجة ضغط رئيس الحكومة. وأشار الى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كليتنون سبق أن هاجمت في الماضي سياسة هدم المنازل في القدس الشرقية، ودعت إسرائيل الى وقف هذه الأعمال التحريضية.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وجهت رسالة واضحة الى إسرائيل، دعت فيها الى الوقف الفوري للعنف الذي يمارسه المستوطنون تجاه الفلسطينيين على قاعدة «جبي الثمن» من الفلسطينيين، رداً على كل خطوة لإخلاء بؤر استيطانية.

ليبرمان يخطّط لـ «إزعاج السعودية»: تلعب لعبة مزدوجة



ينوي وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، شنّ حملة دولية «لإزعاج» السعودية، ويتّهمها بالوقوف وراء «التشهير» بإسرائيل دولياً، وسط تحذير محافل إسرائيلية من إزعاج الرياض

يحيى دبوق
كشفت صحيفة «معاريف»، أمس، عن وجود توجّه لدى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لشن حملة دولية ضد السعودية، على خلفية اتهامها بالوقوف وراء الحملة لـ «نزع شرعيّة إسرائيل».
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنّ «السعوديّين يبادرون ويموّلون قسماً كبيراً جداً من الدعاوى المقامة أمام المحاكم الدولية ضد الدولة العبرية»، مشيرةً إلى أن «اللعبة السعودية مزدوجة، فمن جهة تتصرف على أنها جزء من المعسكر المعتدل وتستغل الغرب لمصالحها الخاصة، وفي الوقت نفسه تموّل حملة ضد شرعية إسرائيل، وبالتالي يجب وضع حد لذلك».
وحسب خطة ليبرمان، يُفترض بإسرائيل أن تنقل في الأيام القليلة المقبلة رسالة شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة، تتضمّن معلومات عن دور السعودية في كل النشاطات الآنفة الذكر. وبحسب الصحيفة، «تنص الخطة الإسرائيلية على تدخّل الأميركيّين وممارسة نفوذهم ضد السعودية»، مشيرةً إلى أن «إسرائيل ستُطلع كل الممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين حول العالم، وأيضاً المنظّمات اليهودية واللوبي اليهودي في الكونغرس الأميركي، على ما يجري، كي تبدأ حملة الإزعاج ضد السعودية».
وقالت الصحيفة إنّ «الحملة ستشمل التركيز على نشاطات الرياض في تمويل الإرهاب، ووضع حقوق الإنسان في المملكة، إضافةً إلى مكانة المرأة ومواضيع أخرى كثيرة»، مشيرةً إلى أن «النيّة تتجه لبحث إمكان رفع شكاوى ضد السعودية لدى المحاكم الدولية، أو لدى محاكم خارج البلاد، وغيرها».
في المقابل، أعربت محافل سياسية إسرائيلية في وزارة الخارجية وفي خارجها، عن عدم اعتقادها بفائدة الخطة، وخصوصاً أنها «تثير جبهة أخرى ضد إسرائيل». وبحسب هذه المحافل، «لدى السعوديين مساوئ، وهم ليسوا صهاينة، لكن في الوقت نفسه هم في المعسكر المعتدل ويساندون المفاوضات مع إسرائيل، ويقفون خلف مبادرة السلام العربية». وبحسب هذه المصادر، فإنّ «السعودية مهدّدة أيضاً من جانب إيران والإسلام المتطرف، بالضبط مثل إسرائيل».
وتقول الصحيفة إنه «توجد ساحة مقلقة أخرى مرتبطة بهذا السياق، وهي الموضوع النووي الإيراني، ذلك أن مصادر غربية أشارت في السابق إلى أنّ السعودية أعطت إسرائيل موافقتها على ممر جوي إذا قررت توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية في إيران». وحذّرت من أنّ «مبادرة ليبرمان، إذا تفاقمت وأدّت إلى أزمة علنية مع السعوديين، فمن المحتمل أن تؤثّر (سلباً) في الاتفاق القائم بشأن هذا الممر».

موراتينوس نقل رسالة إسرائيلية إلى الأسد: غير معنييـــن بالمواجهة!



محمد بديرطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخل موراتينوس نقل رسالة طمأنة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مفادها عدم وجود أي نية إسرائيلية لمهاجمة سوريا، فيما جدد الأخير تمسّك بلاده بضرورة تحقيق السلام القائم على أساس استعادة الحقوق، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى القيام بدوره في هذا المجال. وأكد الأسد، خلال لقائه موراتينوس، أن إسرائيل «تقوّض، عبر سياساتها القائمة على رفض السلام والاستمرار بإطلاق التهديدات بشن الحروب، الأمن والاستقرار في المنطقة وتقودها إلى المجهول». ودعا إلى «دعم الوساطة التركية في عملية السلام والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها فى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً في القدس المحتلة، وفكّ الحصار على قطاع غزة». في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الموضوع السوري احتل مكاناً محورياً في المحادثات التي أجراها موراتينوس مع كل من نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في القدس المحتلة. وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو وباراك لم يتطرّقا خلال لقائهما بموراتينوس إلى قضية نقل صواريخ سكود وMـــــ600 من سوريا إلى حزب الله، إلا أنهما طلبا منه نقل رسالة إلى الأسد تفيد بأن إسرائيل غير معنية بمواجهة عسكرية مع سوريا، الأمر الذي وعد وزير الخارجية الإسباني بالقيام به «بهدف العمل على خفض التوتر» بين الجانبين.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر دبلوماسية إسبانية وإسرائيلية قولها إن موراتينوس أكد أمام نتنياهو أنه مقتنع بأن الأسد معني بالسلام مع إسرائيل وبالتقرّب من الغرب. وقال موراتينوس لبيريز «في المرة السابقة التي زرت فيها دمشق، بعد زيارتي إسرائيل، التقيت الأسد وقد كان شديد التوتر بسبب خشيته من هجوم إسرائيلي». وأضاف أنه عندما خرج من اجتماعه بالرئيس السوري اتصل بباراك على وجه السرعة ووضعه في أجواء «الشعور القاسي في العاصمة السورية»، فأوضح الأخير له عدم وجود أي نيّة لدى إسرائيل لمهاجمة دمشق.
من جهة أخرى، نقلت إذاعة الجيش عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن الجبهة الداخلية تستعد لاحتمالات سقوط آلاف الصواريخ المدمرة على مئات القرى والبلدات في حال نشوب حرب مع حزب الله. وقالت المصادر إن عملية التسلّح لحزب الله تجري في سباق مع الزمن، وإن آلاف القذائف الحديثة والصواريخ المدمرة تنقل بوتيرة متسارعة إلى الحزب، موضحة أن حزب الله وإسرائيل يعملان على أساس أن الحرب المقبلة حتمية ويجري الاستعداد لها بكل الوسائل.