عبّاس يستنجد بالإدارة الأميركيّة... وحاخامون يدخلون باحات «الأقصى»تمسكت إسرائيل بمواصلة أنشطتها الاستيطانية في القدس الشرقية غداة استئناف المفاوضات غير المباشرة، ما يعزز الشكوك في جدوى هذه المفاوضات وضماناتها
استنجد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس بالإدارة الأميركية، للرد على نفي إسرائيل نيتها تجميد نشاطها الاستيطاني.
ونسبت وكالة الأنباء الفلسطينية « وفا» إلى عباس قوله إن «على الإدارة الأميركية أن تجيب عن مثل هذا، لا نحن». وجدد التأكيد أن كل القضايا ستطرح على طاولة المفاوضات غير المباشرة، ولا سيما قضيتا الحدود والأمن اللتان ستُبحثان خلال الأشهر الأربعة المقبلة، موضحاً أن المرحلة الأولى من المفاوضات تركزت بين الجانبين الإسرائيلي والأميركي، على حل الخلاف بينهما بشأن كيفية استئناف هذه المفاوضات.
وفي السياق، رأى المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني، نمر حماد، أن نفي إسرائيل الموافقة على تجميد البناء الاستيطاني في مستوطنة رامات شلومو في القدس الشرقية، «محاولة إسرائيلية إما لإحراج الإدارة الأميركية أو تحدي الإدارة التي تبذل جهوداً كبيرة لحل الصراع في المنطقة».
وكشف حمّاد عن وجود اتفاق مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، «بوقف أي تصريحات إعلامية توتر الأجواء»، لافتاً إلى أنه «كان يفترض أن لا تصدر هذه التصريحات عن إسرائيل وأن تترك كل التصريحات للولايات المتحدة الأميركية».
من جهتها، رأت حركة «فتح» أن «إعلان نيات البناء أو المباشرة في بناء استيطاني أو أي أعمال عدائية أو عمليات دهم للمستوطنين، أو أي عمل عسكري لقوات الاحتلال هي استفزازات ستفجر مسار عملية المحادثات غير المباشرة».
واتهمت «فتح» «الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل» بأنها «أوكلت إلى المستوطنين مهمة تفجير محادثات التقارب (غير المباشرة)».
أما كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، فشدد على وجوب أن تختار «الحكومة الإسرائيلية السلام أو الاستيطان، وعليها أن تتفهم أنه لا يمكن الجمع بين السلام والاستيطان معاً».
وتأتي التصريحات الفلسطينية، بعدما سارع المسؤولون الإسرائيليون أمس إلى نفي ما تضمنه بيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي، بشأن موافقة الحكومة الإسرائيلية على وقف البناء في مستوطنة رامات شلومو في القدس الشرقية لمدة عامين.
ووسط اتهامات الأحزاب اليمينية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بخيانة ناخبيه، أكد الأخير خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست أمس أنه «لم يُصدَر أي تعهد، بل وصف صحيح ودقيق للحقائق فقط». وأوضح أن مكتبه أصدر بياناً عن الموضوع في 11 آذار الماضي، «وقد كُتب فيه بوضوح أنني أطلعت نائب رئيس الولايات المتحدة (جو بايدن) على أن التخطيط للمشروع في رامات شلومو سيستغرق أكثر من عام على ما يبدو». وأضاف أن «أعمال البناء في رامات شلومو قد تبدأ بعد سنين عدة، وعندما سألنا الأميركيون عن تقديراتنا حيال بدء أعمال البناء في المكان، قلت إنني أقدّر أن هذا لن يحدث خلال السنتين القريبتين».
بدوره، قال وزير الإعلام الإسرائيلي، يولي ايدلستين، للإذاعة الإسرائيلية العامة، إن بناء المساكن في مستوطنة رامات شلومو الشرقية لن يبدأ قبل سنتين، لكنه أكد في المقابل مواصلة «البناء في السنتين المقبلتين في جيلو وبسغات زئيف والتلة الفرنسية»، مشيراً بذلك إلى أحياء استيطانية إسرائيلية بُنيت بعد 1967 في القطاع الشرقي العربي من المدينة المقدسة.
من جهته، أبدى رئيس بلدية القدس المحتلة، نير بركات، ثقته بأن «رئيس الوزراء لن يسمح بتجميد (للاستيطان) في القدس، لا قولاً ولا فعلاً».
وكان كراولي قد أشار إلى أن نتنياهو سيجمد لمدة عامين خطة بناء مئات من الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة رامات شلومو وسيعمل عباس على وقف التحريض على إسرائيل.
ووسط امتناع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل عن التعليق منذ إعلان انطلاق المفاوضات غير المباشرة، أعاد كراولي تذكير الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بأنه «إذا أقدم أي منهما على خطوات كبيرة خلال المحادثات غير المباشرة نراها تقوض الثقة على نحو خطير، فسنرد بتحميله المسؤولية ونضمن أن تستمر المفاوضات».
في هذه الأثناء، سمحت الشرطة الإسرائيلية لوفد من الحاخامات الإسرائيليين، معظمهم من المقيمين في مستوطنات الضفة الغربية، يرافقه نائبان من اليمين المتطرف، بدخول باحة المسجد الأقصى تمهيداً لإحياء إسرائيل الذكرى الثالثة والأربعين «لإعادة توحيد» المدينة حسب التقويم العبري بعد احتلالها شرق المدينة في حرب حزيران 1967.
وأثارت الخطوة تنديد حركة «حماس»، التي رأى المتحدث باسمها سامي أبو زهري، أن زيارة الحاخامات جزء من محاولات تهويد المدينة والمسجد الأقصى.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)