صنعاء | صعدة | مع اقتراب دخول العدوان السعودي شهره السادس على اليمن، تبدو موازين القوى الميدانية في مصلحة الجيش و«أنصار الله» على عدد من الجبهات في الشمال والوسط، تحديداً في مأرب وتعز وفي جنوب السعودية، رغم كل التحشيد الذي تقوم به قوات التحالف.
وفي خطوةٍ تصعيدية تسجل إنجازاً إضافياً للجيش و«أنصار الله» خلال الحرب، بثّ «الإعلام الحربي» تسجيلاً مصوراً لأحد العسكريين السعوديين الذين أسرتهم القوات اليمنية خلال المواجهات على الحدود السعودية ــ اليمنية في اليومين الماضيين. الأسير الذي يدعى إبراهيم عراج محمد حكمي من الكتيبة الرابعة في اللواء الاول الذي يتخذ من جيزان مقراً له، أعلن أنه «يتحدّث باسم أسرى الجيش السعودي في اليمن». وقال: «نشكر الجيش اليمني واللجان الشعبية والشعب اليمني الذين تعاملوا معنا بأحسن ما يكون ووفروا لنا كل الاحتياجات»، مناشداً «الجيش السعودي ووزارة الدفاع إيقاف الحرب التي ليس من ورائها إلاّ الدمار والقتل لأشقائنا في اليمن». وتوجه الحكمي إلى زملائه العسكريين، قائلاً: «لا تصدقوا ما يقال لكم من تبريرات لهذه الحرب، ونحن إخوة في الدين والجوار، وهذه الحرب إساءة لعلاقة الجوار بيننا وبين اليمن».
في هذه الأثناء، أعلنت حركة «أنصار الله»، يوم أمس، بدء مرحلة جديدة من الردّ على الحرب السعودية على اليمن، مع اقتراب انتصاف عام ممّا سمّته «المنازلة التاريخية»، في إشارة الى العدوان المستمر. وأكد المتحدث باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، أهمية وجدية المسار العسكري الكفاحي في مواجهة العدوان، مشدداً على استمرار التصدي لمحاولات الغزو. في الوقت نفسه، أشار عبد السلام إلى انفتاح «أنصار الله» على أن أي حل سياسي يجب أن يكون عادلاً ومنصفاً ولا ينتقص البتة من السيادة، لافتاً إلى أن الجهود الدولية «بدأت تقدر أن الطرف المعتدي نتيجة لتعنته وتصلبه غير المبرر هو من يتسبب في عرقلة الحلول السياسية حتى الآن». وبارك عبد السلام، في بيان، للشعب اليمني «الانتصارات التاريخية ضد الغزاة والمحتلين، مجددين العهد لشهدائنا وجرحانا أن تظل دماؤهم الزكية وقود معركة الكرامة والتحرر الوطني حتى استعادة البلاد كامل سيادتها واستقلالها».
وعلى الجبهات الداخلية، فشلت محاولة جديدة نفذتها قوات التحالف أمس للزحف إلى مأرب من الجهة الجنوبية. وأكد مصدر في «الإعلام الحربي» أن الجيش و«اللجان الشعبية» تمكنوا من كسر هجومين جديدين للغزاة ومقاتلين موالين لهم من «القاعدة» و«الإصلاح» على مناطق متفرقة في مأرب. وبحسب المصدر، تكبّدت قوات الغزو خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث سقط أكثر من 35 قتيلاً وعشرات الجرحى من جنود وضباط القوات الإماراتية والسعوديين والبحرينيين والقطريين وأيضاً من الموالين لهم. وفيما بدأ القصف بمختلف أنواع السلاح الثقيل فجر أمس، جرى تفجير مدرعة للغزاة، ثم بدأ الزحف وسقط منهم القتلى والجرحى الذين لا تزال جثثهم متناثرة في المنطقة، والعدد أكثر من 35 جثة، كذلك جرى تفجير 5 دبابات في خط الأنبوب. وفيما جددت قوات التحالف هجومها بعد عصر أمس، تم إحراق وتفجير 3 دبابات، ما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى.
على جبهة تعز، يستمر تقدم الجيش و«اللجان» على أكثر من جبهة. واقتربت القوات من شارع المرور، حيث تم تطهير عدد من العمارات الكبيرة وتبة مطلة على صينة من جهة الغرب، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى من المرتزقة خلال المواجهات. وفي جبهة جرة التي تمت السيطرة عليها قبل يومين بصورةٍ كاملة، والتي يعني سقوطها ضربة لجماعة حمود المخلافي، قائد مجموعات «الإصلاح» في تعز، تقدمت قوات الجيش و«اللجان» إلى قرية شمال المجمع القضائي كان المسلحون المؤيدون للتحالف يتجمعون فيها بكثافة ويجهزون لتنفيذ زحف منها، قبل أن يسقط العديد منهم بين قتيل وجريح، جراء ضربات الجيش و«اللجان».
كذلك، يواصل الجيش و«اللجان» التقدم على محاور عدة على طول الجبهات الحدودية، وفق خطط يصفها مصدر عسكري يمني بـ«الدقيقة التي تهدف إلى تحقيق أكبر نتائج بأقل الخسائر». ويضيف المصدر: «نحرص بأكبر قدر على أن تبقى معركتنا في حدود إسقاط المواقع العسكرية وإخماد المواقع التي تنطلق منها النيران، وخصوصاً أن تقدمنا اليوم وصل إلى مدن سكنية، كما هي الحال في مدينة الخوبة والربوعة».
وكان لافتاً حرص المقاتلين اليمنيين على تجنب وصول النيران والمعارك إلى المواقع المدنية داخل المدن السعودية، حيث لم تسجل منذ بدء العمليات أي إصابة في صفوف المدنيين السعوديينأ على الرغم من أن معظم المواقع المحررة التي يسيطر عليها الجيش و«اللجان» تشرف مباشرة على مدن مزدحمة بالسكان.
وتواصل القوة الصاروخية اليمنية استهداف المواقع العسكرية السعودية بمختلف الصواريخ والقذائف المدفعية، حيث سُجلت عشرات الاصابات الدقيقة في مواقع جديدة، منها ما يُقصف للمرّة الأولى، كالموقع العسكري الواقع خلف موقع «جوبح» في جيزان والذي استهدف بعشرين قذيفة، شوهدت على إثره نيران كبيرة تتصاعد من الموقع وفرار جماعي للآليات والجنود من الموقع، كذلك تم استهداف مواقع عسكرية في محيط الخوبة وموقعي القرن والدود بأكثر من عشرين صاروخاً وقذيفة.