تواصلت أمس ردود الفعل المستنكرة للاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية في لبنان، وكان أبرزها الاعتصام الذي احتضنه وسط بيروت وجمع للمرة الأولى قوى 8 و14 آذار، التي وقف مسؤولوها جنباً إلى جنب أمام مقر الإسكواأجمعت مختلف القوى والفاعليّات اللبنانية أمس على استنكار الاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحرية». وبحث رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ذيول الاعتداء مع زواره في قصر بعبدا، وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طالب المشاركين في مؤتمر وزراء الخارجية العرب بتوصية حول ثلاثة مواضيع «أولاً، اتخاذ موقف واحد موحد بكسر الحصار. ثانياً، اتخاذ موقف واحد موحد يدعم الموقف التركي المشرف. ثالثاً، اتخاذ موقف واحد موحد يرفع الغطاء من الآن فصاعداً عن المحادثات الإسرائيلية ـــــ الفلسطينية، وإعطاء غطاء قوي وداعم لإجراء مصالحة فلسطينية ـــــ فلسطينية فوراً». كما طغى الموضوع على أجواء لقاء الأربعاء النيابي.
من جهته، نوّه الرئيس سليم الحص باسم «منبر الوحدة الوطنية» بالمبادرة الإيجابية التي اتخذتها مصر بفتح معبر رفح، متمنياً أن تصدر السلطات المصرية إعلاناً عن استمرار فتح المعبر. أما كتلة «الوفاء للمقاومة» فرأت إثر اجتماع استثنائي عقدته للغاية «أن الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين بات يتطلب خطوة حازمة لإسقاط عضوية إسرائيل وطردها من الأمم المتحدة».
وناقشت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في اجتماعها الدوري الموضوع، ورأت في بيانها أن الجريمة الإسرائيلية تثبت الحاجة الى «استراتيجية لحماية لبنان في مواجهة ما يعصف بالمنطقة من تطورات، وهو ما يتطلب من هيئة الحوار الوطني أن تأخذ في الاعتبار خلال بحثها في هذه الاستراتيجية العبر المستخلصة من المواقف العربية والدولية الأخيرة».
وفي الدوحة، التقى قائد الجيش جان قهوجي ولي العهد القطري تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، وتداولا في الوضع الإقليمي، مؤكدين «ضرورة التضامن بين جميع البلدان والجيوش العربية لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة».
الوفاء للمقاومة تطالب بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة
وشهد مقرّ الإسكوا في وسط بيروت اعتصاماً جمع مختلف الأحزاب اللبنانية من قوى 8 و14 آذار، والفصائل الفلسطينية، تلبية لدعوة رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط. وتلا أمين السر العام في «الاشتراكي» المقدم شريف فياض، المذكرة التي سلمها المعتصمون إلى مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بهاء القوصي، والتي تضمنت دعوة مجلس الأمن الدولي إلى «تحمل مسؤوليته في ردع العدوان الإسرائيلي المتمادي على المدنيين، والعمل على فك الحصار عن قطاع غزة وتطبيق العقوبات على إسرائيل وإلزامها التعويض عما سبّبته من كوارث إنسانية واجتماعية».
ونظم حزب الله مسيرة حاشدة أمام بوابة فاطمة في كفركلا (عساف أبو رحال)، رفعت خلالها الأعلام التركية. وشارك في المسيرة النائب علي فياض، الذي ألقى كلمة رأى فيها «ما كان ممكناً لإسرائيل أن تتمادى في غيّها لولا أميركا الشريك القانوني والسياسي في جرائمها».
وفي صور، نظمت الجمعيات الأهلية والأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل الفلسطينية اعتصاماً حاشداً في ساحة أليسار في المدينة، شارك فيه عضو كتلة التحرير والتنمية النائب عبد المجيد صالح.
وفي طرابلس، اعتصم أهالي مخيم البداوي أمام مقرّ الصليب الأحمر الدولي (عبد الكافي الصمد) رفع خلاله العلم التركي.
تربوياً، تتوقف الدروس من الثانية عشرة حتى الواحدة من ظهر اليوم في المدارس الرسمية والخاصة، بناءً على توصية من لجنة التربية النيابية. ويمثّل هذا النشاط بداية حملة تربوية تسعى إلى الإسهام في حماية الحق الفلسطيني من خلال 3 خطوات: التصويت لرفع الحصار عن غزة وفتح معابرها عبر موقع وزارة التربية والتعليم العالي: (www.mehe.gov.lb)، المساهمة بمبلغ ألف ليرة لبنانية لدعم وتفعيل المؤسسات التربوية في القدس المحتلة، والتواصل مع شباب العالم عبر المواقع الإلكترونية في الإنترنت للكشف عن الجرائم الإسرائيلية وتبيان الحقوق الفلسطينية المغتصبة.