ليبرمان لا يرى دولة فلسطينية في 2012... ونتنياهو يريد أجوبة أمنيّة مهدي السيّد
يصل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل، إلى المنطقة غداً، في جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يمكن عدّها محاولة يائسة منه لفتح كوة في جدار المفاوضات، في ضوء الحديث الأميركي عن شعور ميتشيل بالإحباط جراء أداء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في المفاوضات، وفي ضوء اشتراط الأخير معرفته المسبقة بطبيعة الترتيبات الأمنية قبل إبداء أي موقف من ترسيم الحدود، ومطالبته بضرورة الشروع في مفاوضات مباشرة.
وفيما ردّ مصدر إسرائيلي رفيع المستوى الإحباط الأميركي من نتنياهو، لأن الأخير لم يُعط أجوبة واضحة حتى الآن بشأن موضوع حدود الدولة الفلسطينية، كان وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان يصبّ الزيت على نار الإحباط الأميركي من خلال استبعاده وجود فرصة حقيقية لقيام دولة فلسطينية بحلول عام 2012، الأمر الذي يضع في مهب الريح مصير المساعي الأميركية لحصول تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن ميتشل مهتم بأن يُبدي نتنياهو «جدية أكثر» في المحادثات بشأن قضايا الحل الدائم «ونحن نريد أن تتحرك الأمور بصورة أسرع وأن يكون هناك تقدم في عدد من القضايا»، مشدداً على أنه «حتى الآن لم يكن التقدم كافياً».
وأضاف المسؤول أن الإدارة الأميركية تريد من نتنياهو أن يُظهر استعداداً أكبر لإجراء بحث عميق في قضايا الحل الدائم ورؤية الفلسطينيين يتقدمون نحو محادثات مباشرة مع إسرائيل.
ووفقاً للمسؤول الأميركي، فإن الجانب الفلسطيني عرض مواقف مفصلة أكثر من الجانب الإسرائيلي. وأضاف: «لم نعط قائمة أسئلة لأي من الجانبين، وقد استعرض كل واحد من الجانبين أموراً مختلفة واستناداً إلى ذلك طرحنا الأسئلة».
وأضاف أن المواضيع التي جرى التباحث فيها خلال محادثات ميتشيل مع نتنياهو وعباس لم تكن متطابقة، لكن كان هناك تشابه معين «ولا أحد يرفض التباحث في الأمور التي يريد ميتشيل بحثها».
في المقابل، قال مصدر إسرائيلي مطلع على قسم من المحادثات غير المباشرة إن الإحباط الأميركي نابع من أن نتنياهو لم يُعط أجوبة واضحة حتى الآن بشأن موضوع حدود الدولة الفلسطينية. وأضاف المصدر الإسرائيلي أنه خلال جولات المحادثات الثلاث الأخيرة، طلب نتنياهو تخصيص قسم كبير من المحادثة لمسائل هامشية نسبياً، مثل المياه والعلاقة الاقتصادية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية وتطوير «ثقافة السلام» في الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وتابع المصدر ذاته أن نتنياهو قال لميتشيل إنه يريد أولاً الحصول على إجابة واضحة من الفلسطينيين بشأن مطالبه الأمنية من أجل أن يتعامل مع موضوع الحدود.
واقتبست «هآرتس» عن نتنياهو قوله لميتشيل «من دون أن أعرف كيف ستكون الترتيبات الأمنية لا يمكنني أن أرسم الحدود التي أوافق عليها».
من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان إنه لا يرى فرصة لتحقيق التطلعات الدولية لقيام دولة فلسطينية خلال 18 شهراً.
وقال ليبرمان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يزور القدس المحتلة: «الواقع هو أننا لا نزال بعيدين عن التوصل إلى تفاهمات واتفاقات على تأسيس دولة فلسطينية مستقلة بحلول 2012». وأضاف أنه ناقش مع لافروف محادثات السلام غير المباشرة، وأعرب عن أمله أن يزور الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين إسرائيل هذه السنة.
وأكد لافروف أن عدم حدوث تقدم في محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية يمكن أن يشجع التطرف بين الفلسطينيين، معرباً عن أمله أن تؤدي المحادثات غير المباشرة إلى إجراء مفاوضات مباشرة قريباً.
وبرزت خلافات شديدة بين ليبرمان ولافروف بشأن علاقة روسيا مع حركة «حماس» والجمود في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله للافروف إن إسرائيل تعارض العلاقات بين روسيا و«حماس»، فيما شدد الوزير الروسي على أنه لا مفرّ من إجراء حوار مع «حماس» بسبب شعبيتها بين الفلسطينيين، وخصوصاً في قطاع غزة.
في سياق آخر، قال مسؤول أمني إسرائيلي إن تل أبيب وافقت على إعادة النظر في قرارها ترحيل أربعة نواب من حركة «حماس» من القدس إذا أعلنوا أنهم لا يمثلون الحركة وقطعوا علاقتهم بها. وأوضح أن «قرار إعادة النظر في الترحيل يهدف خصوصاً إلى تعزيز وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقويض حماس».
وقالت الصحيفة إن عباس استدعى النواب الأربعة إلى مكتبه في رام الله مرتين وطلب منهم قبول الشرط الإسرائيلي وإعلان أنهم لا يمثلون «حماس».