«الليكود» يقرّ استئناف الاستيطان... وباراك يطلب مبادرة سياسيّة علي حيدر
ذكر موقع «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز طلب من أعضاء مكتبه إعداد جدول زمني لزيارات سيقوم بها إلى أوروبا، حيث من المتوقع أن يلتقي مع قادة متعددين. وبحسب الموقع، صُدّق حتى الآن على زيارة دولتين، على أن تكون الرحلة الأولى بعد نحو شهر، وأن يستمر العمل على إعداد الزيارات لدول أخرى.
ولفت الموقع أيضاً إلى أن بيريز قرر القيام بحملة دعائية، في أعقاب توجه إسرائيليين بالطلب إليه للتجند من أجل إنقاذ ما بقي من مكانة إسرائيل الدولية، مشيراً إلى أن بيريز طلب من وزارة الخارجية مساعدته في ذلك.
ونقل الموقع عن مصادر إسرائيلية قولها إن «رئيس الدولة هو في الواقع ورقة الدعاية الأخيرة تقريباً بيد إسرائيل»، وإن «تجنده للقيام بهذا الدور هو أمر مهم جداً لإسرائيل. أما في محيط رئيس الدولة، فقالوا إن بيريز قرر ألا يقف مكتوف الأيدي، بل المبادرة إلى حملة دعائية لمنع زيادة تدهور صورة إسرائيل».
وكان أصدقاء إسرائيل في أوروبا، ومنهم سياسيون سابقون وحاليون، قد عبروا في الفترة الأخيرة في منتديات مختلفة عن قلقهم العميق من حكومة بنيامين نتنياهو وسياستها، واتهموا وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بأنه السبب في إيصال إسرائيل إلى الحضيض. وأكد «أصدقاء إسرائيل» أن عدم امتلاك حكومة نتنياهو استراتيجية سياسية، لا يسمح لهم بالتجند من أجل إسرائيل، وبذلك يفقدون الأدوات التي تمكنهم من مواجهة منتقدي إسرائيل.
وبالتوازي مع جولته الخارجية، واصل بيريز مساعيه لتغيير تركيبة الحكومة الإسرائيلية وإيجاد بيئة مناسبة لتأليف حكومة وحدة وطنية وضم حزب «كديما» إليها، في مسعى منه إلى تحسين صورة إسرائيل ومكانتها المتردية دولياً.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، أن بيريز استضاف نتنياهو وزوجته مرتين هذا الأسبوع، لإقناعه بتعديل حكومته وضم حزب «كديما». وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «بيريز حاول توضيح مدى صعوبة وضع إسرائيل في العالم، وأن جميع أصدقائها يفقدون الرغبة والقدرة في الدفاع عنها أمام منتقديها».
ليبرمان يدعو وزراء أوروبيين إلى غزة «ليروا أن لا أزمة إنسانيّة» فيها
وأضافت الصحيفة أن بيريز لمّح خلال اللقاءين إلى ضرورة التفكير في تغيير تركيبة الحكومة، «لكن على ما يبدو لم ينجح في إقناع نتنياهو، الذي يفضل المماطلة وعدم بدء مفاوضات مباشرة مع تسيبي ليفني»، مشيرة إلى أن «نتنياهو لا يملك الجرأة على القيام بما هو مطلوب، وتغيير وجه الحكومة، فلا يزال إلى الآن مرتبكاً وخائفاً من الاعتراف بفشله». وبحسب الصحيفة، فإن «سبب حضور عقيلة نتنياهو الجلستين، يعود إلى إدراك بيريز ضرورة إقناعها قبل زوجها، نظراً لتأثيرها البالغ عليه».
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد أشارت إلى أن نتنياهو يرغب بالفعل في توسيع ائتلافه الحكومي، من دون أن يضم حزب «كديما» إليه، مشيرة إلى أنه «يسعى إلى إعادة محاولة شق كديما وضم جزء منه إلى ائتلافه». وبحسب تقرير القناة، «قامت ليفني بخطوة ذكية من جانبها، من شأنها أن تصعب على مساعي نتنياهو، إذ مكنت عضو الكنيست الفاعل في إطار الانشقاق داخل الحزب، إيلي افلالو، من رئاسة الصندوق القومي الإسرائيلي، الأمر الذي فرض عليه الاستقالة من الكنيست»، مضيفة أن «نتنياهو يدرس إمكان سنّ قانون جديد يتيح لافلالو الاحتفاظ بالمنصبين، ما يسهل عليه محاولة شق حزب كديما من جديد».
في هذا الوقت، أقر مركز حزب «الليكود» بالإجماع مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية بعد انتهاء فترة التجميد الجزئي والمحدود والمؤقت في السادس والعشرين من أيلول المقبل.
وأوضح بيان رسمي صادر عن الحزب أن مركز الليكود، الذي يمثل المؤسسة القيادية العليا ويبلغ عدد أعضائه 2500 شخص، «يؤيد مواصلة البناء في كل أنحاء أرض إسرائيل»، وخصوصاً في النقب والجليل والقدس الكبرى والضفة الغربية.
على صعيد آخر، أنهى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك زيارة لواشنطن استمرت خمسة أيام التقى خلالها بكل القيادة السياسية والعسكرية تقريباً. وأكد باراك أن على «إسرائيل القيام بمبادرة سياسية وترميم العلاقات مع الولايات المتحدة»، مضيفاً أنّ «من المهم أن ننظف الألغام في علاقاتنا مع الأميركيين» عبر مبادرة سياسية تسمح بأحداث انعطافة.
من جهة أخرى، قررت إسرائيل السماح للمسؤولين الأجانب بالدخول إلى قطاع غزة، بعد أيام من موافقتها على إدخال المواد الغذائية إلى القطاع. وأبلغ وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي يزور روما، نظيره الإيطالي فرانكو بارتيني أن «إسرائيل قررت الاستجابة للطلب الدولي والسماح بدخول الزعماء إلى قطاع غزة». ودعاه إلى أن ينضم إلى مجموعة من سبعة وزراء خارجية أوروبيين، بينهم وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنروج، وافقت إسرائيل على دخولهم معاً إلى قطاع غزة. وأضاف ليبرمان أن هدف القرار الإسرائيلي «هو من أجل أن يروا بأم أعينهم أنه لا أزمة إنسانية في غزة».