رأت «حماس» أمس، في الذكرى الرابعة لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أن إسرائيل «سترضخ» في النهاية لشروط المقاومة الفلسطينية للإفراج عنه، فيما أيد 72 في المئة من الإسرائيليين تلبية شروط الحركة لإنهاء قضيته تمسكت حركة «حماس»، أمس، بشروطها لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط. وقال عضو المكتب السياسي للحركة، أسامة حمدان، «هذا العدو لن ينفعه في النهاية إلا أن يرضخ لشروط المقاومة وإرادتها ومطالبها كي نرى أسرانا أحراراً».
وأوضح، في تصريحات إلى موقع كتائب عز الدين القسام الإلكتروني، أن شروط حركته لإتمام الصفقة «لا تزال كما هي، والعدو تقدم باتجاه الشروط مسافة جيدة، ثم تراجع في نهاية فترة أولمرت لأسباب تتعلق به»، لافتاً إلى أن الوسيط الألماني، أرنست أورلاو، «لا يزال يبذل جهده، لكن منذ تسلم نتنياهو الحكومة حتى الآن لا جديد في هذا الموضوع».
وشدد حمدان على أن «الأجهزة الأمنية الصهيونية لا تزال تسعى للوصول إلى أي معلومة وأنها لو نجحت في الوصول إلى أي طرف خيط يقودها إلى الجندي الأسير فلن تتوانى عن القيام بأي إجراء». ورأى أن نجاح كتائب القسام في الحفاظ على شاليط، يعود إلى أنهم «التزموا كل القواعد والأصول في هذا العمل وانضبطوا خلالها، وهذه هي قواعد النجاح».
وشدد حمدان على أن أسر شاليط لم يأت «ترفاً ولا رغبة في مجرد الاحتفاظ به، بل جاء لأجل قضية نبيلة على مستوى الوطن الفلسطيني، وهي إخراج الأسرى الذين يدعي العدو أنه لن يخرجهم، ويحاكم مجاهدينا بعشرات السنين».
في المقابل، قال القيادي في «حماس» محمود الزهار، لإذاعة إسرائيل إن حركته قطعت علاقاتها قبل ستة أشهر مع الوسيط الألماني، ولم تجدد الاتصالات معه منذ ذلك الحين، لافتاً إلى أن الأخير سيعود إلى المنطقة عندما يكون هناك اقتراح جديد مطروح على الطاولة لتبادل الأسرى.
وشدد على أنه ليست لديه فكرة عن حالة شاليط الحالية، ولم يعرف حتى ما إذا كان الجندي محتجزاً في القطاع أو لا.
وفي سياقٍ متصل، كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، أن 72 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم «حماس»، مقابل الإفراج عن شاليط.
وقال 74 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع إنه ليس هناك احتمال لتحرير شاليط من دون تلبية مطلب الحركة، ومن ضمن ذلك الأسرى الذين أدينوا بالتنفيذ والتخطيط لعمليات أدت الى مقتل إسرائيليين.
وعبر 64 في المئة عن قناعتهم بأن إسرائيل ستستعيد شاليط، وأن مصيره لن يكون مشابهاً لمصير الطيار الإسرائيلي المفقود في لبنان، رون أراد، فيما رأى 60 في المئة من الإسرائيليين أن الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو لم تفعل كل ما بوسعها لتحرير الجندي الأسير.
وانقسم المستطلعون حول مسؤولية الحكومة الإسرائيلية عن بقاء شاليط في الأسر. ورأى 33 في المئة أنها تتحمل المسؤولية منفردةً، فيما اعتبر 49 أنها تتقاسم المسؤولية عن ذلك مع حركة «حماس».
من جهتها، طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» «حماس» بالسماح لشاليط بالاتصال بأسرته واستقبال زيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، معتبرةً أن «وضع شاليط في سجن انفرادي على نحو مستمر أمر قاس وغير إنساني وربما يرقى إلى التعذيب». إلى ذلك، استشهد مواطن فلسطيني وجرح آخر بعدما نفذت إسرائيل فجر أمس أربع غارات على قطاع غزة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)