مهدي السيّداستغل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حضوره في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، لعرض تصوره السياسي والأمني من مجمل التحديات المحدقة بإسرائيل، وكذا تفسيره للتطورات الأخيرة التي تشهدها البيئة السياسية والأمنية المحيطة بها.
وتطرق نتنياهو إلى الأوضاع في الدول الرئيسية في الشرق الأوسط، فعدّ مصر مصدراً للاستقرار الإقليمي. وقال إن «سوريا تمر في عملية تعاظم لقوتها بالأسلحة والصواريخ وهي تنتظر، مع إيران وتركيا، قراراً أميركياً بشأن العراق». وأردف أن «كل مَن في المعسكر البراغماتي يدرك أن التغييرات المقبلة ليست للأفضل وسيؤدي هذا إلى إضعاف السلطة الفلسطينية أيضاً».
وفي شأن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، قال نتنياهو: «علينا الدخول في مفاوضات فوراً، وقد اعتقد الفلسطينيون أن بإمكانهم التمترس في موقفهم بعدم الدخول في مفاوضات، الأمر الذي قاد إلى مفاوضات غير مباشرة». وأضاف: «برأينا أنه يجب الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. وبالإمكان، ويجب الدخول إلى هيئة واحدة ومحاولة حل المشاكل، وإحدى المشاكل المركزية ستكون الغلاف الخارجي، بمعنى أنه في أي تسوية يتعين علينا التفكير في الانعكاسات الأمنية، وما سيحدث عندما ننسحب، إذ إنه بعدما انسحبنا من غزة بصورة أحادية الجانب انهارت السلطة وحصلنا على حماس».
وتابع نتنياهو: «أنا أؤيد تنفيذ اتفاقيات في الغلاف الأمني الذي يضمن عدم دخول سلاح وصواريخ تتحول إلى خطر استراتيجي على دولة إسرائيل، والأمر الأول هو ضرورة الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، وثانياً، يتطلب الوضع اتفاقاً داخلياً بيننا على الغلاف الأمني وكذلك ثمة حاجة إلى تكتل داخلي في ضوء وجود عملية تنكيل بالدولة من جانب جهات إسلامية متطرفة ويسارية راديكالية، اختارتا هذه الرابطة المثيرة للاستغراب».
وتطرق نتنياهو إلى تركيا أيضاً وقال إنها «بدأت بدفع أثمان في الحلبة الدولية، وهناك تغيير كبير». وأضاف أن «هذا التغيير يؤدي إلى تراجع الوضع الداخلي في تركيا، ومنذ اللحظة التي أدركت تركيا فيها أنها لن تدخل في الاتحاد الأوروبي، توجهت إلى قيادة العالم الإسلامي وأدى هذا إلى تعامل سلبي للغاية مع إسرائيل».
ودافع نتنياهو عن قرار «تخفيف الحصار» عن قطاع غزة، فادعى أنه «أفضل قرار يمكن أن تتخذه إسرائيل»، وعلّل ذلك بكونه «يسحب من حماس حجتها الدعائية الرئيسية ويتيح لنا ولأصدقائنا في العالم أن نتفق بشأن مطالبنا المبررة في مجال الأمن».
وفيما كشف نتنياهو أن «قرار الحكومة (الأمنية) رفع الحصار المدني عن قطاع غزة وتعزيز الحصار الأمني، اتخذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة وممثل اللجنة الرباعية طوني بلير ورؤساء حكومات آخرين»، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن رئيس دائرة الشرق الأوسط في البيت الأبيض، دان شبيرو، مكث في المنطقة في الآونة الأخيرة كي يدير الاتصالات في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية، والمبعوث الأميركي جورج ميتشل مكث في مصر، كي يحصل على تأييد الرئيس حسني مبارك.
وكانت ردود الفعل قد توالت على قرار توسيع حجم البضائع والمنتجات الداخلة إلى قطاع غزة، فقدم البيت الأبيض دعمه التام له، مشيراً إلى أن ذلك سيسمح بتحسين ظروف عيش الفلسطينيين فيه، بينما اتهم مقربون من رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت وزير الدفاع في حكومته والحكومة الحالية إيهود باراك بالمسؤولية عن سياسة تقليص حجم المنتجات التي سُمح بإدخالها إلى القطاع خلال الأعوام الماضية.