خاص بالموقع- خلافاً لمباريات كأس العالم السابقة، يلقى مونديال 2010 حضوراً لافتاً بين الغزيين الذين يتهافتون على المطاعم والمقاهي التي رفعت أمامها أعلام الدول المشاركة.
ويقول هشام متكئاً على شجرة في مقهى وسط مدينة غزة اكتظ بعشرات الشبان الذين اغتنموا فرصة مباريات كأس العالم للتخفيف من هموم الحصار الإسرائيلي، «أنا جديد على جمهور الكرة، لكني أصبحت أستمتع بها وأشغل أوقات فراغي لأتسلى».

ويضيف الشاب وهو ينفث دخان النرجيلة «لكن هذه المباراة استثنائية. حتى غير المتابعين للمونديال جاؤوا ليحضروها لأن خسارة الجزائر اليوم تعني خروج الفريق العربي الوحيد من المونديال»، في إشارة إلى المباراة التي جمعت منتخبي الجزائر إنكلترا.

وأعاد انقطاع التيار الكهربائي لدقائق معدودة خلال المباراة تذكير المشاهدين بمعاناة سكان القطاع مع الكهرباء التي تنقطع لأكثر من ثماني ساعات متواصلة في اليوم، منذ أن قصفت إسرائيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة منذ قرابة الأربعة أعوام.

ويعلق هشام على الأوضاع في القطاع قائلاً «نحن محرومون في غزة من كل شيء ومحبوسون في سجن صغير، لذلك أصبحنا نبحث عن اهتمامات جديدة والمونديال وسيلة جيدة للترفيه والتفريغ النفسي».

ولا يقتصر جمهور الكرة في غزة على الشبان فقط. فالطالبة الجامعية روان حضرت مع عدد من صديقاتها إلى أحد مطاعم مدينة غزة لمتابعة إحدى المباريات.

وتقول «لم أكن أحب متابعة كرة القدم لكني أتابعها هذا العام لأتسلى، وجدت أنها رياضة مسلية فعلاً وحماسية».

وتضيف «كانت متابعة المونديال فرصة جيدة لنا للترفيه. ليس هناك أي نشاط أو عوامل ترفيه في غزة، ولا أستطيع السفر مع أهلي كالأعوام السابقة للحصار لقضاء الإجازة الصيفية».

أما أبو محمد السلطان (44 عاماً) وهو صاحب مقهى متواضع على شاطئ السودانية شمال القطاع، فاستغل الإقبال المتنامي لدى الغزيين لمتابعة المباريات ووضع شاشة عرض متوسطة في مقهاه ليستقطب الزبائن.

ويقول «ليس أمام الناس في غزة سوى البحر ومتابعة المونديال، لذلك فكرت بجمع الاثنين ومضاعفة زبائني».

ويفسر أحد الزبائن ويدعى محمود بدران (35 عاما) «أحضر زوجتي وأولادي كل يوم تقريباً ليلعبوا على البحر فليس أمامهم غيره، وأجلس أنا لأتابع المباريات وأشرب النرجيلة مع أصدقائي».

ويضيف الرجل «كنت أتابع المباريات الحاسمة سابقاً لكني الآن أتابع جميع المباريات باهتمام كبير، فالكورة أفضل وأسهل متنفس لنا في ظل الحصار والغلاء».

ويوضح «ليس لدي قنوات مشفرة في البيت وحتى لو وجدت فالكهرباء تقطع معظم اليوم».

أما أنس شعبان (23 عاماً) فقد قصد حديقة صغيرة للحيوانات شمال قطاع غزة لمتابعة المباريات على شاشة عرض كبيرة في كافتيريا الحديقة.

ويقول الشاب «وضعنا في غزة من حروب وحصار وفقر يجعلنا دائماً في كبت وإحباط، ومتابعة المونديال ترفّه عني وتفرغ الكبت لدينا».

ولا يخفي الشاب أنه يقاطع «أي دولة تقف مع إسرائيل كالولايات المتحدة والدنمارك وإنكلترا»، مشيراً إلى أنه يشجع الأرجنتين ويتمنى أن تحصل على الكأس.

أما الطفل عمرو خضر (11 عاماً) فيحلم بأن يتمكن يوماً من الوقوف على مدرج أحد الملاعب. ويقول «أرى كثيراً من الأطفال على التلفزيون بين الجمهور، نفسي أكون واحد منهم».

ويضيف «أتيت إلى الحديقة لأن القنوات مشفرة في البيت وليس مع والدي نقود للاشتراك في القنوات المشفرة».

(أ ف ب)