تصرّ إسرائيل على ممارسة فعل القتل بدم بارد. فقد أعلنت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، أن «عناصر من وحدة حرس الحدود الإسرائيلية قتلوا المواطن المقدسي زياد جولاني في حيّ وادي الجوز في القدس الشرقية يوم الجمعة الماضي، بعد اعتقاله». ونقلت عن شهود عيان تأكيدهم أن «أحد عناصر حرس الحدود أطلق النار على رأس جولاني بعد اعتقاله، وبينما كان مطروحاً على الأرض». وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي أن عناصر منها أطلقوا النار على جولاني وقتلوه بعدما حاول دهس أفراد الشرطة، وقد أصاب أحدهم بجروح. لكن عائلة الشهيد وشهود العيان أكدوا أن «الحديث يدور حول حادث سير، وهو ليس عملية دهس».
وأوضح شهود عيان، وهم من سكان وادي الجوز، أن الأعيرة النارية القاتلة «أطلقها الشرطيون من دون أن تكون حياتهم معرضة للخطر». وقالوا إن «جولاني كان يقف بسيارته في طابور سيارات عندما بدأ شبان فلسطينيون بإلقاء الحجارة نحو قوات الشرطة التي حضرت بكثافة الى الحي، وأن حجراً أصاب الزجاج الأمامي لسيارة جولاني وكسره.
وعلى أثر ذلك، حرك جولاني سيارته ببطء وخرج من الطابور فأصاب شرطياً سقط على الأرض، وساعده زملاؤه على النهوض، فيما استمر جولاني بقيادة سيارته لمسافة 80 متراً وتوجه إلى زقاق لا مخرج منه، وكان يعرفه جيداً لأن عمه يسكن فيه. وقد طارد عدد كبير من عناصر الشرطة جولاني. وعندما وصلوا إلى الزقاق وشاهدوه ينزل من السيارة، أطلقوا النار عليه وأصابوه بجروح، وسقط على الأرض. بعدها اقترب منه أحد عناصر الشرطة وأطلق النار على رأسه بصورة عمودية وقتله».
وتبين من التحقيق الصحافي أن جولاني، 39 عاماً، هو من سكان حي شعفاط، شمال القدس الشرقية، متزوج من مواطنة أميركية، لديه ثلاث بنات، ويعمل في استيراد مقاعد المساج.
في المقابل، أشارت وحدة التحقيقات مع أفراد الشرطة التابعة لوزارة العدل الإسرائيلية، إلى أنه «يجري التحقيق في الحادث وسيتم اتخاذ قرار في الأيام المقبلة بشأن فتح تحقيق أو عدمه».
على صعيد آخر، لم تهدأ يد إسرائيل السباقة إلى القتل، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل شخصاً عند الحدود مع مصر، بادّعاء أنه «تسلل إلى إسرائيل وكان مسلحاً». وأوضح أن الحادث «وقع في منطقة تبعد 40 كيلومتراً عن مدينة إيلات، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن هدف المتسلل كان تنفيذ هجوم أو تهريب مخدرات».
وكانت دورية تابعة للجيش الإسرائيلي قد رصدت عشرة أشخاص عند الحدود، وقد تسللوا إلى إسرائيل، وعملت على مطاردتهم. وجرى خلال ذلك إطلاق النار باتجاههم وقتل أحدهم، فيما عاد بقية المتسللين إلى الأراضي المصرية.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن النيابة العامة العسكرية تعتزم توجيه لائحة اتهام ضد جندي مشتبه فيه بإطلاق النار على امرأتين فلسطينيتين، كانت إحداهما تحمل علماً أبيض خلال الحرب على غزة مطلع العام الماضي.
ووفقاً للشبهات، فإن الجندي أطلق النار في يوم 4 كانون الثاني 2009 باتجاه مجموعة من المواطنين الفلسطينيين في منطقة تقع شرق مدينة غزة وقتل امرأتين هما: ريا سلامة أبو حجاج (64 عاماً) وابنتها ماجدة أبو حجاج (35) التي كانت تحمل علماً أبيض.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)