محمد بديرأعلنت السلطات البولندية، أمس، أنها ستبتّ خلال شهر أمر ترحيل عميل الموساد الإسرائيلي، يوري برودتسكي، المعتقل لديها، في وقتٍ أفادت فيه مصادر في وارسو بأن الكشف عن خبر الاعتقال كان تسريباً مقصوداً، الغاية منه منع إطلاق سراحه على نحو سرّي.
وأكد متحدث باسم محكمة وارسو الجزائية، ويتشيتش مالك، أمس نبأ احتجاز السلطات المحلية لرجل يستخدم اسم يوري برودتسكي، أصدرت ألمانيا طلباً باعتقاله في أوروبا. وقال إن «الرجل الذي تطلبه ألمانيا احتجز قبل أسبوع وسيحتجز 40 يوماً، تقرر المحكمة خلالها ما إذا كان سيُرحّل».
وخلافاً لما ورد في تقارير صحافية إسرائيلية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية إن تل أبيب لم تتقدم بطلب رسمي لعودة الرجل.
ونقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن مصدر بولندي قوله إن نشر المجلة الألمانية «دير شبيغل» نبأ اعتقال برودتسكي إنما كان تسريباً مقصوداً، الغاية منه منع إطلاق سراح المعتقل على نحو فوري وسري إلى إسرائيل.
وفي ظل رفض الجهات الرسمية السياسية في بولندا التعليق على ملابسات الاعتقال، أوضحت مصادر في وارسو لـ«هآرتس» أن ملف برودتسكي موجود في عهدة الأمن العام البولندي المعروف بعلاقته الوثيقة جداً بجهاز الأمن الخارجي الألماني (BND).
وأشارت «هآرتس» إلى أن ثمة أمراً مهماً اتضح في أعقاب الكشف عن اعتقال برودتسكي، وهو أن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها النيابة العامة الألمانية هي مذكرة أوروبية وليست دولية. والفارق الجوهري بين المذكرتين هو أن الأولى تتمتع بالحصانة إزاء أي رقابة قضائية أو سياسية خلافاً لمذكرة الاعتقال التي تمر عبر الإنتربول الدولي وفقاً لمبدأ «الإنذار الأحمر»، والتي تتمتع السلطات المُنفذة لها بحق النظر فيها قضائياً وسياسياً.

السلطات البولندية شبه ملزمة بتسليمه إلى ألمانيا


ويعني ذلك، بحسب الصحيفة، أن ترحيل برودتسكي سيكون احتمالاً مستبعداً جداً لأن السلطات البولندية شبه ملزمة بتسليمه إلى ألمانيا بوصفها الجهة التي أصدرت المذكرة.
وكان المتحدث باسم النيابة الفدرالية الألمانية، أندرياس كريستليس، قد صرح أمس بأن العقوبة القصوى على التهم المنسوبة إلى برودتسكي هي السجن خمس سنوات. وبحسب التقارير الصحافية، يواجه برودتسكي تهمتين رئيسيتين تتعلق الأولى بحيازة وثيقة رسمية عن طريق الخداع، والثانية بالعضوية في منظمة استخبارية أجنبية. ويعني ذلك، أنه ليس مشتبهاً بالتورط في اغتيال الشهيد المبحوح أمام القضاء الألماني، علماً بأن اسمه ليس وارداً في قائمة المطلوبين الـ 36 التي أصدرتها شرطة دبي ونشرتها عبر الإنتربول الدولي.
إلى ذلك، نقلت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر أجنبية قولها إن الموساد قرر وقف عمل كل العناصر الذين شاركوا في اغتيال المبحوح ومنعهم من السفر إلى أوروبا «لأنها تنصب لهم مصائد في مطاراتها».