حيفا ــ فراس خطيببدأت أمس في المحكمة المركزية في مدينة حيفا جلسات محاكمة رئيس لجنة الحريّات، المدير العام لاتحاد الجمعيات الأهلية، أمير مخّول، المتهم بـ«التجسس الخطير لمصلحة حزب الله» و«مساعدة العدو أثناء الحرب» و«الاتصال بعميل أجنبي».
وطالب محامو مخّول بتأجيل موعد ردّهم على لائحة الاتهام، مبيّنين أنَّهم لم يتلقّوا حتى هذه الساعة ما تطلق عليه النيابة «مواد سرّية» ومواد تحقيق إضافية. وأعلن المحامون أنَّهم ينوون خوض صراع قضائي لإثبات أنّ الاعترافات التي قالت النيابة إنَّ مخّول أدلى بها، انتزعت منه من خلال أساليب غير شرعية، فيما من المتوقع أن يدلي المحامون بردّهم في السابع والعشرين من الشهر الجاري.
وعلّق مخّول على محاكمته قائلاً «ما حدث هنا، هو ما يحدث لصديقي عمر سعيد وللشيخ رائد صلاح والنائبة حنين زعبي ولآخرين. هذه محاولة كسر عظام سياسية ومكيدة سياسية». وأضاف «هذه مكيدة مدبّرة من قبل دولة كاملة، ونحن سنعارضها وسنحاربها ولن نقبلها»، داعياً «جماهير شعبنا إلى ألّا تتبنى هذه الضغوط السياسية وألا ترضخ لها».
وختم حديثه قبل إخراجه من المحكمة بالقول «من ناحية نفسية أشعر بخير، لكني لم أتعافَ بعد من الناحية الجسدية، نتيجة للإصابات التي تعرّضت لها على أيدي رجال الاستخبارات خلال التحقيق».
وفي السياق، لفت شقيق أمير النائب السابق عصام مخّول، الذي حضر المحاكمة إلى جانب عدد من أفراد العائلة والقيادات الحزبية الفلسطينية، إلى أن عمليات التعذيب التي تعرّض لها أمير تضمّنت «ربطه إلى كرسي منخفض لساعات في غرفة ضيّقة من دون السماح له بالشرب أو قضاء حاجته». وأضاف أن التحقيق جرى في غرفة ضيّقة في مقابل عشرة محقّقين، مشيراً إلى أنه «يجب التحقيق مع الشاباك لا مع أمير».
وتزعم السلطات الإسرائيلية أن أمير مخّول التقى في عام 2008 بعميل لحزب الله في الدنمارك، «ووافق على أن يكون مصدر معلومات سرياً للتنظيم».
وفي السياق، احتشد الآلاف، ظهيرة أول من أمس، في مدينة الناصرة، تحت شعار «لا للإرهاب الفاشي، لا للملاحقات السياسية، وليرفع الحصار عن أهلنا في غزة»، تضامناً مع النائبة حنين زعبي، بعد مشاركتها في أسطول الحرية وتعرّضها للتحريض والتهديد اليومي في أعقاب تصريحاتها التي روت من خلالها حقيقة ما تعرّض له الأسطول. وتخلل المهرجان كلمات تضامنية لقادة من التيارات السياسية العربية في الداخل، وفي مقدّمتهم رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان، ورئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة محمد بركة، ورئيس حزب التجمع واصل طه، ورئيس الحركة الإسلامية الشمالية الشيخ رائد صلاح.