حديث رفع الحصار عن قطاع غزّة أصبح عاماً، يتنقّل مع زيارات المسؤولين الفلسطينيين والدوليين، لكنه يبقى حديثاً عاماً في ظل الشروط المسبقة المفروضة من قبل الإسرائيليين والأميركيين، إضافة إلى ممانعة بعض الفلسطينيين، رغم نفي السلطة.فقد سارع المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أمس إلى نفي ما نشرته صحيفة «هآرتس» لجهة مطالبة الرئيس الفلسطيني، محمود عبّاس، الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم رفع الحصار عن غزّة. وقال إن عباس «أثار موضوع ضرورة رفع الحصار عن غزة بنفس مستوى مصير عملية التسوية». وأضاف إن «عباس يثير في كل لقاءاته العربية والدولية موضوع رفع الحصار، مشيراً إلى أن «على المجتمع الدولي أن ينتهز مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية، للضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن قطاع غزة».
وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت أن عبّاس أعرب خلال اجتماعه الأخير مع أوباما عن عدم رغبته في رفع الحصار البحري عن قطاع غزّة، خشية تقوية حركة «حماس».
«الرباعيّة» تعدّ تدابير لتخفيف الحصار عن القطاع
«حماس» بدورها طاب لها ما نقلته الصحيفة، واستغلته لشن هجوم على الرئيس الفلسطيني. وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل إن «الفرقعات الإعلامية والحديث عن المصالحة من قيادات فتح هو للاستهلاك الإعلامي فقط»، معتبراً أن «المساهمة في حصار غزة وقتل المرضى والأطفال لا يمكن تبريره سياسياً بحجة أن رفع الحصار وفتح ممر مائي يؤديان إلى تقوية حماس».
غير أن ما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، بعد لقاء عباس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس، قد يعطي بعض الصدقية للتقرير الإسرائيلي. إذ إن كراولي أشار إلى أن أبو ماون وكلينتون بحثا «مسائل عدة»، لم يكن بينها رفع الحصار عن القطاع، هما فقط «تشاركا مجموعة أفكار حول كيفية توسيع مجال تنقل الأشخاص ونقل البضائع عبر الحدود مع إسرائيل، فيما يتم الحفاظ على مصالح الأمن الإسرائيلية».
في هذا الوقت، كشفت صحيفة «اندبندنت أون صندي» أن اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط وضعت تقريراً يصف حصار إسرائيل على قطاع غزة بأنه «غير مقبول وتنطوي عليه نتائج عكسية».
وقالت الصحيفة إن تقرير اللجنة الرباعية يتضمن مسودة وثيقة، صدّق عليها وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، تصف حصار غزة بأنه «غير مقبول وغير مثمر، ويضر بسكان القطاع ويحتجز مستقبلهم كرهينة، ويقوّض عمل حملة إعادة الإعمار والتنمية وتفعيل الاقتصاد، كما أنه يقوّي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر (اقتصاد الأنفاق)، ويضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل من خلال تآكل تأثيرها على جيل من الشبان الفلسطينيين». وأشارت الصحيفة إلى أن مسودة الوثيقة البريطانية «تشدد على اتباع نهج جديد لا يكافئ حركة حماس، وعلى أن اللجنة الرباعية بحاجة إلى إعادة تأكيد موقفها من الحركة، وتجديد قلقها بشأن دورها في غزة».
وقالت «اندبندنت أون صندي» «إن التقرير، الذي أُعدّ كورقة عمل للاجتماع الذي عقدته الأسبوع الماضي اللجنة الرباعية، يقترح مجموعة من التدابير المطلوبة لتخفيف الحصار عن غزة، وبينها اعتماد خطة عاجلة لإعادة إعمار قطاع غزة بقيادة الأمم المتحدة، وتغيير لائحة المواد المسموح بإدخالها إلى غزة إلى لائحة المواد المحظورة لضمان حماية أمن إسرائيل والنشاط الاقتصادي الحيوي لقطاع غزة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)