يومان ويصل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى غزة، في محاولة لكسر الحصار وإتمام المصالحة، فيما اتهمت «حماس» نظيرتها «فتح» بمحاولة السيطرة على القطاع وإعادة الاحتلال
غزة ــ قيس صفدي
بعد دعوات متكررة له لزيارة قطاع غزة لم تلقَ استجابة منذ فرض الحصار قبل أربعة أعوام، يترقّب الغزيّون حضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، مطلع الأسبوع المقبل، في زيارة تحمل عنوان «الحصار والمصالحة». وقالت الحكومة المقالة، التي تديرها حركة «حماس»، إن مساعد الأمين العام، هشام يوسف، وصل غزة برفقة وفد أمني مصري أمس، لترتيب زيارة موسى الأحد المقبل. وقال يوسف إن «هذه الزيارة تأتي تطبيقاً لقرار وزراء الخارجية العرب بكسر الحصار المفروض على غزة، والتضامن مع الشعب الفلسطيني»، لافتاً إلى أن المصالحة «ستكون على رأس القضايا التي سيبحثها موسى مع القيادات الفلسطينية في غزة».
وتتزامن زيارة موسى مع ترتيبات يجريها وفد اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح»، وأعضاء مستقلون برئاسة رجل الأعمال منيب المصري، لزيارة غزة من أجل إتمام المصالحة.
وأوضح المصري أن الوفد «استهل جهوده باجتماع في رام الله أمس (الأربعاء)، لوضع ملاحظاته والترتيب لزيارة غزة». وأضاف أن «الوفد بصدد وضع برنامج يمكن من خلاله تذليل العقبات التي تحول دون التوقيع على الوثيقة المصرية للمصالحة».
وكان المصري قد زار القاهرة قبل نحو ثلاثة أيام، والتقى عدداً من المسؤولين، وأكد أن ورقة المصالحة المصرية «ليست خياراً بل حتمية» لإنهاء الانقسام.
‏وعلى وقع هذا الحراك، ندّدت «حماس» بتصريحات عضو اللجنة المركزية لـ«فتح»، محمد دحلان، بشأن جهود تقودها السلطة بالتعاون مع مصر لكسر حصار غزة، وإحياء اتفاقية المعابر لعام 2005. وقال المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن «تصريحات دحلان جزء من محاولة تقودها فتح والأطراف العرب الداعمون لها، لتوظيف الجهود الدولية الحالية، ليس لرفع الحصار، بل لإعادة سلطة عباس إلى غزة». وأضاف «إن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي الذي أكد رفض مصر الاقتراح الفرنسي بفتح المعبر تحت رقابة أوروبية، تؤكد أن القاهرة وفتح تستخدمان ورقة الحصار لأغراض سياسية».
ومن دحلان إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، رأى أبو زهري أن تصريحات الأخير، التي أشار فيها إلى أن الوضع في غزة لا يحتمل، «شكلية وفارغة المضمون» وتهدف إلى «تجميل» الحصار. وقال إن «الموقف الأميركي يستند إلى شرعنة الحصار الإسرائيلي».
إلى ذلك، أعلن وكيل الأمين العام لجمعية «الدفاع عن الشعب الفلسطيني» الإيرانية، محمد علي نوراني، أن «سفينة إيرانية محمّلة بالمساعدات الإنسانية ستتوجه إلى غزة» اليوم الجمعة. كذلك يعدّ يهود ألمان سفينة محملة بالمساعدات الإنسانية، ستتوجه إلى غزة في نهاية تموز المقبل، بحسب المسؤولة عن المبادرة التي ينظّمها الفرع الألماني في شبكة «يهود أوروبيون من أجل سلام عادل»، اديث لوتز.