علي حيدرقررت إسرائيل العمل على رفع مستوى جهوزيتها بما يتلاءم مع التطوّرات التي شهدتها موازين القوى في المنطقة، ورؤيتها لتغيّر طبيعة التهديدات التي تواجهها والاستعداد لأسوأ السيناريوهات، الذي تضطر فيه الى خوض حرب طويلة.
في هذا الاطار، كشفت صحيفة «هآرتس» أن إسرائيل قدمت في الفترة الاخيرة إلى الولايات المتحدة عدة طلبات جديدة لامتلاك عتاد أمني، من ضمنه تزويد سلاح الجو بقنابل «جي دام» الموجهة والدقيقة، إضافة الى المطالبة بزيادة مخازن الطوارئ للولايات المتحدة في إسرائيل، بنسبة ملحوظة.
وأضافت «هآرتس» أن الطلبات الاسرائيلية طرحت خلال الزيارات الاخيرة لوزير الدفاع إيهود باراك، والمدير العام لوزارة الدفاع أودي شني، لواشنطن، وفي محادثات مع مسؤولين رفيعي المستوى في الادارة الاميركية والكونغرس.
ولفتت الصحيفة الى أن سلم الاولويات في الطلبات الاسرائيلية يعكس فهم المؤسسة الامنية للتهديدات الامنية خلال السنوات المقبلة، والاستعداد لسيناريو نشوب حرب طويلة تفرض على الجيش استخدام سلاح الجو على نطاق واسع، وإطلاق القنابل الدقيقة على أهداف كثيرة، اضافة الى ما ستتطلبه هذه الحرب من نفس طويل بكل ما يتعلق بقطع الغيار والوسائل القتالية.
وأشارت «هآرتس» الى ان طلبات المساعدة تحتاج الى تصديق الكونغرس، وخصوصاً أنها تتضمّن مطالبة بكميات كبيرة من القنابل «جي دام»، التي استخدمتها إسرائيل في الحروب الاخيرة، وتحديداً خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006، وعلى قطاع غزة نهاية عام 2008.
والى جانب مطالبها بقنابل موجهة ودقيقة، تطالب إسرائيل ايضاً برفع مستوى العتاد العسكري الاميركي في مخازن الطوارئ على أراضيها، بنسبة 50 في المئة، بحيث ترتفع من 800 مليون دولار الى 1,2 مليار دولار.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد قرر في كانون الاول من السنة الماضية إقامة مخازن الطوارئ في إسرائيل، كجزء من سلسلة خطوات تستهدف زيادة المساعدة الاميركية بخصوص أمن الدولة العبرية. وتتضمّن هذه المخازن صواريخ، وقذائف وتسليحاً جوياً وأدوات مدرعة، الى جانب سلسلة طويلة من الوسائل القتالية الاضافية.
ورأت «هآرتس» أن هذا المسار الاميركي يهدف الى تحقيق هدف مزدوج: الاول إقامة مخازن في مناطق من الممكن أن تستخدمها الولايات المتحدة في حروبها (مثل ساحات مختلفة في الشرق الأوسط) والثاني تقديم المساعدة لحلفائها في حالة الضرورة.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى قولها «إنهم في الجيش يولون أهمية كبيرة لهذه المخازن، لأنه في حال وقوع مواجهات واسعة النطاق سيمر وقت لا يستهان به حتى تنظم الولايات المتحدة «قطاراً جوياً» من الاسلحة وقطع الغيار، من النوع الذي أقامته خلال حرب عام 1973».
في هذا الاطار، صدّقت الادارة الاميركية والكونغرس، الشهر الماضي، على تقديم مساعدة اميركية خاصة لإسرائيل، من خارج المساعدة الامنية السنوية، بقيمة 205 ملايين دولار، بهدف تطوير وإنتاج منظومات «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى.