غزة ــ قيس صفديرفضت حركة «حماس» طرح نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بحث واشنطن عن وسائل جديدة للتعامل مع الأوضاع في غزة، ورأت أنه إحدى محاولات الالتفاف لإدامة الحصار تحت شعار «الحصار الذكي»، في وقت أبدت فيه استعدادها لقبول عودة المراقبين الأوروبيين إلى معبر رفح، ودراسة الاقتراح الفرنسي بقيام القوات الأوروبية بتفتيش السفن المتوجهة إلى القطاع.
وحذرت حركة «حماس» من المحاولات الالتفافية التحايلية لإدامة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة تحت شعار «الحصار الذكي»، فيما هي تهدف إلى إنقاذ الاحتلال من أزمته بعد «مجزرة الحرية».
ووصف عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، صلاح البردويل، تصريحات نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن بحث واشنطن عن وسائل جديدة للتعامل مع الأوضاع في قطاع غزة، بأنها «ملغومة وتحمل تهديداً مبطّناً». وقال إن «مثل هذا التصريح يحمل في طياته أكثر من رسالة؛ فهو من جهة يشعر العرب بأن هناك تعاطفاً معهم وأن الإدارة الأميركية تريد التغيير لمصلحتهم، ومن جهة أخرى يحمل تهديداً مبطّناً للعرب عامة والشعب الفلسطيني خاصة، من استمرار مثل هذا الوضع الذي فيه تحدّ ونديّة للكيان الإسرائيلي».
ورأى البردويل أن «هذه التغييرات الأميركية التي جاء يبشر بها بايدن لا تحمل خيراً للشعب الفلسطيني ولا للقضية الفلسطينية، وإنما جاءت لإنقاذ الكيان من الحرج الذي وقع فيه، وخصوصاً بعد جريمته بحق أسطول الحرية». وأضاف «للأسف فإن تصريحات بايدن صدرت من داخل أكبر دولة عربية (مصر)».
من جهته، أكد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أحمد بحر، أن «الإدارة الأميركية وحلفاءها يطرحون صيغاً التفافية تحايلية بغية إدامة الحصار المفروض على قطاع غزة، وإنقاذ الكيان الصهيوني من أزمته الراهنة» بعد مجزرة الحرية. وشدد على أن «هذه المحاولات لن تحصد سوى الفشل التام».
وقال بحر إن «الصيغ المطروحة أميركياً تتلخص في إيجاد آلية رقابة دولية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر البحر، في إطار تخفيف جزئي للحصار، ما يعني دوامه واستمرار معاناة الفلسطينيين».
بدوره، أعلن المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري أن الحركة «لا تمانع في وجود بعثة مراقبة أوروبية على معبر رفح، شريطة ألا يكون هناك أي تدخل إسرائيلي في هذا الموضوع». وتابع «كما أننا على استعداد لدراسة فكرة التفتيش الأوروبي لحركة السفن القادمة الى غزة حين تصبح التفاصيل جاهزة».
غير أن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أبدى تحفظاً على الاقتراح الفرنسي القاضي بقيام الاتحاد الأوروبي بتفتيش السفن المتوجهة الى غزة. وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي في برلين، ذكر فراتيني أن «حماس» وضعت حداً لمراقبة الاتحاد الأوروبي للحدود، في إشارة إلى معبر رفح. وأضاف «سبق أن قام الأتحاد الأوروبي بمراقبة الحدود مثلاً (عند نقطة عبور) رفح. في حينها كانت الحدود مع مصر، وليس بين غزة وإسرائيل، لكن الشرط هو أن يوافق الجانبان على ذلك».
وتابع «تمّ وقف المراقبة الدولية لمعبر رفح لأن حماس لم تسمح بذلك، وعندها أغلق المصريون نقطة العبور هذه».
إلى ذلك، سمحت السلطات المصرية بدخول وفد برلماني مؤلف من 12 نائباً ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب المعارضة إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البري. وقال الوفد المصري إن السلطات المصرية «صادرت قافلة إغاثة كانت برفقتهم، محمّلة بمواد بناء من الحديد والاسمنت، كمساهمة في جهود إعادة إعمار قطاع غزة».